بعد مرور أكثر من سنة على اقتراح مشروع اعلان جبال الايدوغ و راس بوقارون بسكيكدة، محميات طبيعية، لايزال الصمت يلف المشروع الذي كانت تفاصيله واعدة. الحديث عن المشروع بدأ بانطلاق دراسة سوسيو-اقتصادية والسوسيو إيكولوجية لجبال الإيدوغ الواقعة بين ولايتي سكيكدة وعنابة، من قبل مكتب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالجزائر بالتنسيق مع مديرية البيئة بسكيكدة لتصنيفها كمحمية طبيعية بالنظر لما تزخر به من تنوع بيولوجي في البحر والبر، و دراسة اخرى مماثلة لتصنيف الجهة الغربية لولاية سكيكدة من رأس بوقارون بالقل إلى وادي زهور أقصى غرب سكيكدة كمحمية طبيعية هي الأخرى، حسب تصريحات وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة"فازية دحلب"ذلك الوقت خلال تواجدها بسكيكدة، أين قامت بزيارة معرض للتعاونيات الخضراء التي تم إنشاؤها في إطار مشروع حماية التنوع البيولوجي للساحل الجزائري "بيبلا"، المقام على هامش احياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي الموافق ل 22 ماي من كل سنة، الذي احتضنه قصر الثقافة بسكيكدة، تحت شعار: “من الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي”، أن مفتاح تجنب التدهور المستمرّ للتنوّع البيولوجيّ الذي يضُرّ أيضاً بصحة الإنسان، يكمُن في حشد الجهود الجماعيّة على الأصعدة الوطنيّة والدولية، وان الجهود المبذولة من طرف الجزائر، تعكس مدى تطور المجتمع المدني، واستجابة لتطلعاته أيضا. ودعت الوزيرة، الى الحفاظ على التنوع البيولوجي بالعمل الجماعي والمسؤول والفعال، والانخراط في ديناميكية التعبئة لتحسين مستوى المعرفة بتنوعنا البيولوجي أولا، ثم الحفاظ عليه وتعزيزه بشكل أفضل على نحو مستدام دون المساس بتوازناته الأساسية، لاسيما وان هذا التنوع البيولوجي الذي من اهم مكوناته 16000 صنف نباتي طبيعي وزراعي، 1000 نوع ذو قيمة طبية، 700 نوع نباتي متوطن، و4963 نوع حيواني. وأشارت دحلب، إلى ان هذه الجهود تعززت باعتماد الحكومة لاستراتيجية وطنية ومخطط العمل للتنوع البيولوجي آفاق 2030، تنص على حماية الأنظمة البيئية والمحافظة عليها وإصلاحها من أجل الحفاظ على توازنها وضمان استدامتها، بحماية على ما لا يقل عن 50٪ من المناطق البرية، و5٪ من المناطق البحرية والساحلية، واستعادة النظم البيئية الطبيعية على سطح لا يقل عن 5 ملايين هكتار .يشار إلى أنه تم إطلاق حملة لتقييم الحالة الصحية للساحل الجزائري عبر 14 ولاية ساحلية، وتنفيذ برامج وطنية متكاملة لرصد وتقييم استجابة البحر الأبيض المتوسط وسواحله للتنوع البيولوجي وحول التلوث والنفايات والنظم الإيكولوجية الساحلية. ومن بين الإجراءات المتخذة دعم وتدريب حوالي 300 شخص لإنشاء تعاونيات لإنتاج زيوت نباتية وزيوت أساسية من النباتات الطبية وإنتاج العسل الطبيعي، وقد أنشئت حتى الآن 5 تعاونيات تضم 100 عضو، علاوة على التدريب في مجالات الإدارة والمالية للتعاونيات، وريادة الأعمال الزراعية الجماعية، وتقنيات الاستغلال الرشيد للنباتات العطرية والطبية “PAM”، وتزويد التعاونيات المتخصصة في تثمين النباتات العطرية والطبية بأجهزة تقطير، مع تكوين المرأة الريفية لاستغلال الزيوت النباتية العطرية لاستعمالها في مستحضرات التجميل.و إنشاء 10 تعاونيات ريفية لتشجيع توافد النساء الريفيات للاستغلال العقلاني لهذه النباتات الطبية، مع العمل الى تطويرها والمحافظة على الثروة البيولوجية الهائلة التي تزخر بها الجزائر وولاية سكيكدة على وجه الخصوص، فهل تم الغاء المشروع أو وضع بأدراج وزيرة البيئة نجيبة جيلالي؟
حياة بودينار