انهار نهار اليوم جزء من بناية هشة تقطن بها العديد من العائلات بشارع بشير بوقادوم المعروف باسم الفوبور وسط مدينة سكيكدة. البناية تتكون من طابقين و تقطن بها عشرات العائلات، انهارت جزئيا و لحسن الحظ لم تخلف خسائر بشرية، و فورا تدخلت الوحدات العملياتية للحماية المدنية لسكيكدة التي أكدت أن الحادث لم يسجل اي اصابات. و حظيت المدينة القديمة بعاصمة روسيكادا، أمام الوضع المزري الذي آلت إليه بناياتها، باهتمام خاص من قبل الجهات المسؤولة على المستوى المركزي، خاصة أن سكيكدة، المدينة المتميزة بطابعها المعماري الذي يعود إلى السنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي، تعد مدينة فريدة من نوعها وطنيا، إذ أنجزت ـ حسب العارفين بتاريخها ـ على النمط الموريسكي العربي الأوروبي، لذا رصدت الحكومة منذ سنوات غلافا ماليا قدره 1.5 مليار دينار لإعداد دراسة علمية دقيقة لـ127 بناية قديمة، تضم في مجملها 604 مساكن، أسندت للمكتب ”آكويدوس” الجزائري الإسباني، وعلى ضوء تلك الدراسة، ستخضع بنايات المدينة القديمة للترميم، تماما كما رممت مدينة برشلونة بإسبانيا. انطلقت الدراسة التي استغرقت 15 شهرا، ومست ما يقارب 80 ألف متر مربع من المباني القديمة المتواجدة بالشارع الرئيسي ”ديدوش مراد”، أو ما يعرف بشارع ”الأقواس”، ومكنت من إعطاء تقييم شامل عن كل بناية ستخضع لعملية ترميم الأجزاء الأكثر تضررا، باستعمال تقنيات جد متطورة وعالية، وفعلا بعد أشهر من الدراسة التي سخرت لها إمكانيات كبيرة، خصوصا المادية منها، تم الشروع في أولى العمليات الاستعجالية المتمثلة في تأمين البنايات المهددة بالانهيار، بغرض حماية المواطنين والسكان والتجار مما قد يتعرضون له، بفعل الانهيارات المفاجئة التي قد تحدث، تليها عملية ترميم المباني المعنية، حسب دفتر شروط، مع الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على الطابع المعماري للبنايات، فيما ظل المواطن طوال أشغال الترميم ينتظر بفارغ الصبر أن يرى بنايات مدينته، قد بدأت تسترجع بريقها، لكن وبعد الانتهاء من ترميم الجزء الأول من الحصة 14 لبنايات سكيكدة العتيقة، والتي مست 4 عمارات تضم في مجملها 19 مسكنا و16 محلا تجاريا، أسندت لمؤسسة محلية مؤهلة. و لقد تم اعادة إخضاع 250 بناية عتيقة لخبرة ثانية لأن العديد من سكنات ”الأقواس” لم تعد قادرة على تحمل أثر السنين، أمام الانهيارات المتتالية التي أضحت تشهدها بين الفينة والأخرى، فقد تقرر بطلب من مصالح الولاية، إعادة إخضاع أكثر من 250 عمارة مصنفة في الخانة الحمراء، لخبرة ثانية أسندت للهيئة التقنية لمراقبة البنايات للشرق، مع العلم أن نفس العمارات سبق أن خضعت للخبرة الأولى من قبل مكتب الدراسات الجزائري الإسباني ”آكويدوس” سنة 2012، وكان الغرض من إعادة إجراء تلك الخبرة، معرفة السكنات المهددة فعليا بالانهيار، حتى يتم التكفل بالعائلات، في إطار عملية الترحيل التي أطلقتها السلطات المحلية منذ أكثر من3 سنوات، ومست قاطني سكنات المدينة القديمة المصنفة في الخانة الحمراء. و يعد مشروع ترميم مباني النسيج العمراني القديم بقلب المدينة، من بين أهم وأكبر المشاريع التي تم تسجيلها في مدونة برامج التنمية المحلية بسكيكدة، إذ خُصص له غلاف مالي إجمالي قدر بـ 1.5 مليار دينار، يشمل الدراسة وأشغال الإنجاز التي تم تقسيمها إلى 24 حصة، وقد تم الشروع في عملية الترميم بعد الانتهاء من الدراسة التي أُسندت إلى المجمع الجزائري الإسباني، المكون من هيئة الرقابة التقنية للشرق، ومكتب الدراسات الإسباني ”آكويدوس”، بغلاف مالي يزيد عن 425.5 مليون دينار. للتذكير، اشتملت الدراسة على الأشغال الاستعجالية المؤقتة وأشغال رد الاعتبار، حيث يهدف الشق الأول منها إلى تأمين محيط التدخل، وحماية الأشخاص والممتلكات من خطر تهديم بعض البنايات التي تتطلب التدخل العاجل، لأن الأشغال المبرمجة لا تتكيف مع آجال إجراءات إبرام الصفقات العمومية. يشار إلى أن عملية تشخيص وإجراء الخبرة للبنايات القديمة بالمدينة القديمة بسكيكدة،قد جُددت من أجل إعادة الاعتبار وتأهيل النسيج العمراني لهذه البنايات القديمة التاريخية،و انطلقت في شهر أفريل وهي المرحلة الأولى والفعلية في مشروع إعادة تأهيل البنايات، خاصة وأن البنايات بلغت درجة جد متقدمة من التدهور مع مرور السنين والعديد من البنايات أصبحت آيلة للسقوط نظرا لهشاشتها. وشملت العملية البنايات القديمة المحاذية لشارع ديدوش مراد بوسط المدينة وكذا الإدارات، الهيئات العمومية والتجارية وأصحاب المحلات، التجار والمهن الحرة، بمجموع 127 بناية معنية بإعادة التأهيل. وترتكز العملية على عدة مراحلها، أولها مرحلة التشخيص وإجراء الخبرة من طرف هيئة الرقابة التقنية، حيث بلغ عدد المهندسين المسخرين لإجراء العملية، 35 مهندسا بمشاركة 12 ولاية( الطارف، عنابة، قالمة، خنشلة، ميلة، جيجل، مسيلة، سطيف، قسنطينة، تيزي وزو، بجاية، وسكيكدة) وبلغت نسبة تقدم عمليات التشخيص بـ60 بالمئة. وتأتي بعدها عملية تعيين مكتب الدراسات الذي يقوم باستغلال نتائج وتقارير التشخيص المعدة من طرف هيئة الرقابة التقنية، ممثلة في مركز التشخيص والخبرة لإعداد دفتر الشروط الخاص بإنجاز الأشغال وإعادة التأهيل، ثم اتت بعدها مرحلة اختيار المقاولات والحرفيين لبدء الأشغال التي انكلقت منذ عدة أشهر حيث لاقت استحسان السكان و غيرت وجه مدينة سكيكدة الى الاحسن.