في إنجاز يعكس حيوية القطاع الزراعي بولاية قالمة، اختُتمت مؤخرًا حملة جمع الطماطم الصناعية، التي انطلقت مطلع شهر أوت الفارط ، بإنتاج تجاوز كل التوقعات. فقد بلغت الكمية المُجمعة 2 مليون و580 ألف قنطار، بحسب ما أفاد به السيد عماد فارح، مفتش الصحة النباتية لدى مديرية المصالح الفلاحية وبحسب المسؤول ذاته ، فإن هذه النتائج فاقت التقديرات الأولية التي كانت تُرجّح حصاد 2.4 مليون قنطار، وهو ما يعكس فعالية التخطيط الزراعي وتضافر جهود الفلاحين في هذه الشعبة، وقد تم تحقيق هذا الإنتاج انطلاقًا من مساحة زراعية تُقدّر بـ3,460 هكتارًا خُصصت بالكامل لهذا النشاط الحيوي ورغم هذا النجاح، أشار السيد فارح إلى أن الإنتاج هذا الموسم سجّل انخفاضًا طفيفًا مقارنة بالموسم الفارط (2024)، الذي بلغ فيه المحصول أكثر من 2.6 مليون قنطار. ويُعزى هذا التراجع إلى ظهور بعض الأمراض النباتية، نتيجة الأمطار المتأخرة التي شهدها شهر جويليةالماضي، والتي أثّرت على جودة ووفرة المحصول في بعض المناطق وتُعد زراعة الطماطم الصناعية من أبرز الأنشطة الموسمية في الولاية، إلى جانب زراعة البطاطا، وتأتي مباشرة بعد حملة الحصاد والدرس. وقد تم تسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجستية لإنجاح هذه الحملة، ما يعكس حرص السلطات المحلية على دعم هذا القطاع الواعد وأكد السيد فارح أن ولاية قالمة تُواصل العمل على تعزيز مكانتها كمركز إقليمي رائد في إنتاج الطماطم الصناعية بفضل سياسات الدعم الموجهة للفلاحين، والدور المحوري للغرفة الفلاحية في تأطيرهم ومرافقتهم ميدانياً، إلى جانب توسيع الرقعة الزراعية، وتحسين أنظمة السقي في ظل التغيرات المناخية ويُعد هذا المنتوج من المواد الاستراتيجية واسعة الاستهلاك، حيث يتم توجيه أكثر من 1.5 مليون قنطار منه إلى وحدات التحويل الصناعي، مما يُسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن الغذائي الوطني، وتقليص التبعية للاستيراد في هذا المجال كما تسعى ولاية قالمة إلى تطوير جودة المنتوج من خلال العمل على علامة تجارية خاصة بالطماطم المحلية، بما يؤهلها لدخول الأسواق الخارجية، في خطوة نحو التصدير ودعم الاقتصاد الوطني عبر منتجات فلاحية ذات قيمة مضافة عالية ، إنّ ما تحقق في هذا الموسم من نتائج يعكس إرادة جماعية للنهوض بشعبة الطماطم و بالقطاع الزراعي ككل ، وإيمانًا راسخًا بأهمية الفلاحة كرافد حيوي للتنمية المحلية والاقتصاد الوطني. وبفضل الاستمرار في هذا النهج، تظل ولاية قالمة في صدارة الأقطاب الزراعية المنتجة للطماطم الصناعية في البلاد.
ل.عزالدين