الثلوج تلبس مرتفعات الأوراس الحلة البيضاء وسط تحذيرات من مخاطر الاضطرابات الجوية
شهدت مرتفعات ولاية باتنة التي يزيد ارتفاعها عن 100 متر منذ صبيحة أمس بداية تساقط الثلوج بكميات متفاوتة، باسطة البياض الذي توشحت به الأرض واكتست به الأشجار مشكلة مناظر طبيعية خلابة كانت وجهة لمحبي الطبيعة ومثل هذه الأجواء الباردة، التي أعادت للكثيرين الحنين الى زمن مضى عندما كانت فصل الشتاء لا يكاد يخل من هكذا أجواء وثلوج تستمر الى بداية الربيع. وقد شهدت مختلف هذه المناطق توافدا كبيرا للعائلات لالتقاط الصور والاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي أبدع الخالق في تصوريها، خصوصا وتزامن ذلك مع العطلة الشتوية، التي وجد فيها الأطفال على وجه الخصوص فرصة لملامسة الثلوج واللهو فوق البساط الأبيض، وفي هذا الخصوص فقد باشرت مصالح الحماية المدنية منذ الدقائق الأولى لتساقط الثلوج عمليات تعرف ومعاينة عبر مختلف المسالك الجبلية التي شهدت بداية تساقط الثلوج، ووجهت نداء للمواطنين بضرورة توخي الحيطة والحذر خصوصا مستعملي الطريق بسبب تشكل طبقة من الجليد على كمية الثلوج المتساقطة، وهو ما يجعل حركة السير خطيرة جراء الانزلاقات وصعوبة التحكم في المركبات، كما دعت ذات المصالح المواطنين الى ضرورة مراقبة وسائل التدفئة المختلفة مع الحرص على ترك منافذ للتهوية تجنبا لحوادث الاختناق والتسممات بالغاز التي أضحت تسجل بين الحين والأخر بسبب الانخفاض المسجل في درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك والاستعمال لوسائل التدفئة المشتغلة بالغاز على وجه الخصوص. من جهتها مصالح الغابات وفي ظل الظروف المناخية القاسية التي تشهدها المناطق الجبلية، خاصة مع تساقط الثلوج وتشكّل طبقات الجليد، حذّرت من خطورة التوجه إلى الغابات والمسالك الحراجية دون ضرورة أو تجهيزات مناسبة، نظرًا لما تسببه هذه الوضعية من انزلاقات خطيرة وصعوبة كبيرة في التنقل. في وقت تواصل فيه محافظة الغابات تنفيذ خرجات ميدانية تحسيسية عبر مختلف الأقاليم الغابية، للتنبيه إلى المخاطر الجسيمة المرتبطة بـ التخييم العشوائي داخل الغابات، والذي لا يهدد فقط الثروة الغابية، بل يُعرّض الزوار أنفسهم لمخاطر حقيقية، خاصة في المناطق الجبلية الوعرة حيث تصبح المسالك الحراجية زلقة، مغلقة جزئيًا أو غير سالكة بفعل تراكم الثلوج، الجليد وانخفاض الرؤية. كما أن إشعال النار تحت جذوع الأشجار، خصوصًا الأصناف المحمية والنادرة، واستعمال مواقد الشواء العشوائية، إلى جانب القطع الجائر للأغصان والشجيرات وترك النفايات داخل الغابة، يُضاعف من حجم الكارثة، إذ تتحول هذه التصرفات غير المسؤولة إلى أسباب مباشرة في اندلاع الحرائق، حوادث، وضياع أشخاص داخل الغابة. وفي هذا السياق تؤكد محافظة الغابات أن غابات الأرز الأطلسي لولاية باتنة، تشهد توافدًا معتبرًا للزوار رغم خطورة الظروف المناخية، وهو ما يستدعي أعلى درجات الحذر والانضباط، خاصة وأن أي تجاوز داخل المناطق المحمية يُعد مخالفة جسيمة يُعاقب عليها القانون. وتدعو محافظة الغابات كافة المواطنين إلى تأجيل الرحلات الجبلية خلال فترات تساقط الثلوج، واحترام التعليمات الصادرة عن المصالح المختصة، وعدم المجازفة بالأرواح تحت أي مبرر. الفلاحون بدورهم عبروا عن ارتياحهم الكبير من هذه التساقطات التي من شأنها انقاذ الموسم الفلاحي خصوصا منهم الذين هموا في حرث أراضيهم وزع الحبوب على هكتارات قد تظهر خضرتها خلال الأسابيع القادمة، سيما بالمناطق السهلية.
شوشان ح
What's Your Reaction?



