انهيار جزء من بناية بحي الأقواس بسكيكدة

انهار ليلة الجمعة جزء من عمارة قديمة تقع على الشارع الرئيسي بحي الأقواس وسط مدينة سكيكدة، المعروف "بليزاكراد" و لحسن الحظ لم يخلف خسائر بشرية، حيث كانت حركة المارة قليلة ذلك الوقت.  وفورا تدخلت الجهات الأمنية و مصالح الحماية المدنية التي وضعت حزاما يحظر الاقتراب من المكان مخافة استمرار تهاوي العمارة على رؤس المارة و خاصة قاصدي المحلات في الطابق السفلي الى غاية اتخاذ السلطات المعنية قرارها.  و قام أعوان الحماية المدنية باجلاء 10 عائلات كاجراء احترازي،مع تسخير جهاز أمني متكون من شاحنتين للانقاذ، و 04 سيارات إسعاف. و تعاني سكيكدة من مشكلة كبيرة تتعلق بالبنايات الهشة والقديمة، التي تشكل خطرًا على حياة السكان وتُهدد التراث المعماري للمدينة. ورغم جهود ومشاريع ترميم هذه البنايات، لكنها تواجه تحديات وصعوبات. حيث تشهد العديد من البنايات القديمة في سكيكدة انهيارات جزئية وتشققات، خاصة تلك التي تعود إلى الفترة الاستعمارية. هذه الانهيارات تتفاقم بسبب العوامل الطبيعية مثل الأمطار الغزيرة.و تتركز هذه البنايات في الأحياء العتيقة بالمدينة، مثل حي السويقة، حي نابوليتان، شارع الأقواس، وشارع ديدوش مراد (الرئيسي)، وشارعي الطاهر جواد وعبد الله بن غرس الله، و لا تزال عشرات العائلات تقطن في هذه البيوت المصنفة بالخطرة، مما يستدعي التعجيل بإخلائهم وتوفير حلول سكنية آمنة. و استفادت المدينة القديمة بسكيكدة من غلاف مالي كبير قدر بـ 1.5 مليار دينار جزائري لإعداد دراسة علمية دقيقة لـ 127 بناية قديمة تضم 604 مساكن. هذه الدراسة أسندت لمكتب جزائري-إسباني ("أكويدوس") بهدف ترميم البنايات على غرار ما تم في برشلونة بإسبانيا.و تمت العملية على مرحلتين،المرحلة الاستعجالية تهدف إلى تأمين البنايات المهددة بالانهيار والقضاء على "النقاط الحمراء" لحماية المواطنين. و مرحلة التأميم الشامل تتعلق بترميم المباني بشكل كامل مع المحافظة على طابعها المعماري القديم. و رغم تخصيص مبالغ مالية ضخمة، إلا أن بعض المشاريع المتعلقة بالترميم تشهد تأخرًا كبيرًا أو تبقى تراوح مكانها لسنوات. مع وجود شكوك حول جودة عمليات الترميم التي تمت في بعض البنايات، حيث يرى البعض أنها لم تكن بالمستوى المطلوب ومست الواجهة فقط، مما يُثير تساؤلات حول فعالية الأموال المصروفة. مما دفع بالرأي العام للمطالبة بفتح تحقيق حول طريقة صرف المبالغ المالية المخصصة للترميم وغياب الرقابة الفعالة. و تواجه سكيكدة تحديا كبيرا في التعامل مع مشكلة البنايات الهشة. ورغم وجود خطط ومشاريع للترميم، إلا أن التنفيذ والنتائج الفعلية لا تزال محل تساؤلات ومطالبات بضرورة تفعيل الإجراءات وتسريع وتيرة العمل لحماية الأرواح والمحافظة على التراث العمراني للمدينة.

حياة بودينار