عنابة: مواطنون يطالبون بتجديد الشبكة… ومصالح “الجزائرية للمياه” تكشف الأسباب

Sep 29, 2025 - 19:32
 0  51
 يشهد وسط مدينة عنابة تسربات مائية متكررة، تحوّلت في عديد الأحياء إلى سيول وبرك راكدة، ما أثار استياء واسعًا لدى المواطنين الذين عبّروا عن تذمّرهم من ضياع كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب وتحوّل بعض الشوارع إلى بؤر للتلوث والبعوض. حيث تسببت هذه التسربات في مشاهد مقلقةمن  مياه تتدفق على الأرصفة وتشكّل تجمعات مائية دائمة، خصوصًا قرب الأسواق وأماكن عبور المشاة. السكان أكدوا أنّ هذه الوضعية لا تقتصر على تشويه المنظر العام فحسب، بل تهدد الصحة العامة نتيجة انتشار الروائح الكريهة وجذب الحشرات الناقلة للأمراض، فضلاً عن تدهور الطريق وتآكل الإسفلت.
[الجزائرية للمياه” تؤكد: الشبكة مهترئة والاعتداءات مستمرة]
وللاستفسار عن الوضع، تواصلت اخر ساعة مع خلية الإعلام التابعة لمؤسسة “الجزائرية للمياه”، التي أقرت بوجود المشكلة موضحة أن الأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى اهتراء شبكة التوزيع والاعتداءات المتكررة على القنوات   فالتسربات المائية الملاحظة عبر احياء و بلديات ولاية عنابة. حسبها من اولى اولويات الجزائرية للمياه عامة ووحدة عنابة خاصة الحفاظ على المياه الصالحة للشرب وذلك بمحاربة التسربات المائية على قنوات شبكة التوزيع  حيث تم  تسخير 16 فرقة تقنية التدخل موزعة على مراكز التوزيع الخمس وهي مركز: عنابة، واد الفرشة، البوني، الحجار و برحال .مهمتها التصدي لكل ما يؤثر على حسن سير عملية التوزيع، من إصلاح التسربات و فك انسدادات الى غير ذلك. حيث تم إصلاح ما لا يقل عن 2622 تسرب خلال عام 2024 و 1522 خلال السداسي الاول من 2025 بكل الٱقطار و الأنواع ،مع تسخير العمال للعمل بصفة مستمرة واذا تطلب الامر طيلة ايام الأسبوع وحتى ايام الراحة و في بعض الأحيان الى ساعات متأخرة من الليل خاصة إذا كان التسرب او الكسر ينتج عنه تذبذب في التوزيع. حيث ان التسربات ناتجة عن عدة عوامل منها اهتراء بعض القنوات لقدمها خاصة في مراكز البلديات ( و في هدا الإطار فأن الجزائرية المياه تعمل بتنسيق التام مع مديرية الري لولاية عنابة من اجل إدراج القنوات التي تستوجب اعادة تجديد. كما تجدر الاشارة الى ان الشبكة عرضة في عديد من المرات الى اعطاب تتسبب فيها مقاولات اشغال ناهيك عن التعديات من طرف مجهولون .    في ذات السياق أوضحت  المتحدثة أنّ فرقها الميدانية تسجل يوميًا “العديد من النقاط السوداء” عبر وسط المدينة، حيث يتم التدخل بشكل مستمر لإصلاح الأعطاب، وغالبًا ما تستمر الأشغال إلى ساعات متأخرة من الليل، على غرار ما حدث مؤخراً في قناة “ حي النصر”. غير أنّ قوة ضخ المياه وقدم القنوات يؤديان، بحسب المصدر ذاته، إلى تشقق جديد بعد كل عملية إصلاح، ما يجعل التدخلات المؤقتة غير كافية. كما أشارت  ذات المتحدثةإلى أنّه تم إعداد “العديد من البطاقات التقنية” تتضمن المعطيات الدقيقة حول القنوات الأكثر تضررًا، وقد رُفعت إلى مديرية الري بعنابةباعتبارها الجهة المسؤولة عن تجديد الشبكات. هذه الأخيرة شرعت بالفعل في تجديد قناة سيدي سالم كمرحلة أولى، في انتظار استكمال باقي المشاريع. أما بخصوص الاعتداءات، فأكدت المتحدثة  أنّ أشغال الحفر العشوائي وجرافات بعض المقاولات كانت وراء عدد من التسربات، وتم توثيق هذه الحوادث والتبليغ عنها مع متابعة المتسببين قضائيًا.
[مطالب بتسريع وتيرة التجديد]
من جهتهم، يناشد سكان وسط عنابة السلطات الولائية والبلدية الإسراع في تجديد الشبكة القديمة كحل جذري، مذكّرين بأن هدر المياه يتناقض مع حملات الترشيد التي تدعو المواطنين إلى الاقتصاد في استهلاك هذه المادة الحيوية. ويؤكدون أنّ الإصلاحات الظرفية لم تعد تجدي نفعًا أمام تقادم البنية التحتية وضغط الطلب المتزايد على الماء. حيث ستظل معاناة سكان عنابة مع التسربات المائية مستمرة ما لم يتم تنفيذ مشاريع التجديد على نطاق واسع. وبين تدخلات آنية لا تدوم ووعود ببرامج مستقبلية، يبقى هدر المياه وتلوث المحيط أبرز عنوانين لأزمة بنية تحتية تنتظر حلولًا جذرية.
عصيفر سليمة

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow