العثور على رصاصة سلاح ناري وقصاصة بها أسماء قضاة ووكلاء جمهوريّة لدى محكمة عنابة بحوزة مشعوذة

امتثلت نهاية الأسبوع المنصرم مشعوذة تبلغ من العمر 75 سنة أمام هيئة محكمة الجنح الإبتدائيّة بعنابة من أجل متابعتها في قضيّة حيازة رصاصة سلاح ناري بعد توقيفها مؤخّرا حيثيات القضيّة تعود إلى مطلع الأسبوع المنصرم، حين كانت العجوز "المشعوذة" بصدد دخول مقرّ محكمة عنابة المتواجد على مستوى حيّ القمم "بني محافر"، قبل أن يلفت نظر عناصر الشرطة سلوك المشتبه فيها غير الطبيعي التي كانت يداها ترتعشان وهي تتحدّث لمفردها دون وجود أيّ مرافق لها، وبمجرّد مرورها على جهاز كشف المعادن المثبّت بمدخل مقر المحكمة، أصدر ذلك الجهاز إنذارا صوتيا ممّا استلزم تدخّل أحد أفراد الشرطة بسرعة من أجل الإستفسار عن سبب قدومها إلى مقرّ المحكمة، إلا أنّ العجوز كشفت له أنّها تريد استخراج وثيقة السوابق العدليّة كما أوضحت أنّها رفعت شكوى ضدّ ابنها بتهمة الضرب والجرح العمدي، وفي سياق متّصل فقد أرغمت مصالح الأمن المكلّفة بالحراسة تلك العجوز على ضرورة إتّباع الإجراءات القانونيّة اللازمة مع إخضاعها لتفتيش أمني من طرف شرطيّة، مع إجبارها على المرور من جديد على جهاز كشف المعادن ووضع أغراضها على آلة مسح تعمل بالأشعّة السّينيّة من أجل التدقيق فيها كون سلوكها كان مثيرا للريبة لدرجة كبيرة، قبل أن تشهد المحكمة حالة استنفار قصوى بعد أن تبيّن حيازة تلك العجوز على ذخيرة حيّة متمثّلة في رصاصة سلاح ناري، مع ضبط قصاصات ضئيلة الحجم بحوزتها مدوّن عليها أسماء قضاة ووكلاء جمهوريّة، ليتمّ توقيفها مع اتّخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة في حقّها عن طريق إنجاز ملفّ قضائي امتثلت على إثره أمام وكيل الجمهوريّة وقاضي التحقيق لدى محكمة عنابة، هذا ومن جهة ثانية وأثناء التحرّي مع هاته الأخيرة التي اشتبه قيامها بالشعوذة والسحر، كشفت المتّهمة أنّها تحصّلت على الرصاصة من طرف شرطي يقطن بحي "لاكولون" وسط مدينة عنابة، ويزاول عمله على مستوى أمن دائرة الحجّار، وهو الأمر الذي استدعى توقيف الأخير وتقديمه كذلك أمام العدالة أين صدر في حقّه أمر يقضي بإيداعه رفقة المتّهمة الحبس المؤقّت إلى غاية برمجة جلسة محاكمتهما عن التهمة المنسوبة إليهما يوم أوّل أمس، تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ الشرطي لم يثبت ضدّه أيّ دليل يورّطه في القضيّة، كما كشف أثناء الإنصات إلى تصريحاته أنّ المتّهمة سبق لها وأن هدّدته بتوريطه نظرا لوجود خلافات قائمة بينهما، غير أنّه لم يعرها أيّ انتباه باعتبار تقدّمها في السنّ، علما وأنّ مصالح الشرطة فتحت تحقيقا معمّقا في القضيّة أثبت وجود خلافات بين المتّهمة والشرطي المعروف بحسن خلقه وتفانيه في خدمة الوطن والمواطنين، كما استمعت عناصر الأمن لأقوال ابن المتّهمة الذي كشف أنّ الشرطي لا علاقة له بوالدته لا من قريب أو بعيد، وكانت تصريحاته تفيد أنّ والدته هي من حاولت توريط الأخير، مشيرا إلى أنّها تعالج لدى مصلحة الأمراض العقليّة التابعة لمستشفى الرازي ومنح بدوره وثائق وشهادات طبيّة تثبت مرض والدته، تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ هيئة محكمة عنابة استمعت يوم أمس لتصريحات الشرطي التي نفى جملة وتفصيلا منحه رصاصة للمتّهمة، قبل أن تقرّر العدالة النطق بالبراءة في حقّه من التّهمة المنسوبة إليه، في حين أدانت محكمة الجنح الإبتدائيّة المتّهمة بعقوبة 12 شهرا  سجنا نافذا و12 شهرا حبسا غير نافذ.

وليد سبتي