المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة يضع جهاز السكانر حيّز الخدمة بصفة استعجالية
أدخل المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة جهاز التصوير المقطعي المحوسب (السكانر) الجديد حيّز الخدمة بصفة استثنائية ومستعجلة على مستوى مصلحة الاستعجالات الجراحية، في خطوة تهدف إلى تحسين سرعة ودقة التشخيص الطبي، خاصة بالنسبة للحالات الحرجة والطارئة التي تستدعي تدخلاً عاجلاً. ويأتي هذا الإجراء استجابةً للحاجة الملحّة التي تفرضها طبيعة الحالات المستقبَلة يوميًا على مستوى مصلحة الاستعجالات الجراحية، حيث يُعد جهاز السكانر من الوسائل الأساسية في الكشف السريع عن الإصابات الداخلية، والنزيف، والكسور المعقّدة، إلى جانب دوره المحوري في دعم القرار الطبي وتسريع مسار التكفّل العلاجي بالمرضى حيث أن تشغيل الجهاز تم في إطار احترام صارم لشروط السلامة المعمول بها، سواء من حيث المعايير التقنية أو الإجراءات الوقائية، مع مواصلة برنامج تكوين الطاقم الطبي وشبه الطبي المشغّل، بهدف ضمان استعمال أمثل للجهاز وتحقيق أعلى مستويات الدقة والنجاعة في التشخيص. كما أن إدخال جهاز السكانر حيّز الخدمة، ولو بصفة استثنائية ومستعجلة، من شأنه تخفيف الضغط على المصالح الأخرى وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في ظل التوافد الكبير للمرضى من داخل الولاية وخارجها، باعتبار المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة قطبًا صحيًا مرجعيًا على المستوى الجهوي. وفي السياق ذاته، شددت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي على أن هذه الخطوة تندرج ضمن رؤية شاملة تهدف إلى عصرنة التجهيزات الطبية وتعزيز قدرات المؤسسة الاستشفائية، بما ينسجم مع الجهود المبذولة للارتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية وتحسين ظروف استقبال المرضى والتكفل بهم. كما جدّدت الادارة بعنابة التزامها المتواصل بتطوير الخدمات الصحية العمومية، وتوفير الوسائل الطبية الضرورية، وتسخير الإمكانيات البشرية والتقنية المتاحة خدمةً للصالح العام، مؤكدةً حرصها على وضع مصلحة المريض في صلب أولوياتها. ويُنتظر أن يساهم هذا الإجراء في تحقيق نقلة نوعية على مستوى الاستعجالات الجراحية، من خلال تقليص آجال الانتظار، وتحسين دقة التشخيص، وتعزيز فعالية التدخلات الطبية، بما ينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
[مستشفى البوني يحقّق إنجازًا طبيًا نوعيًا في جراحة العروق بالتعاون مع المستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة]
سجّل مستشفى البوني للاستعجالات الطبية والجراحية إنجازًا طبيًا بارزًا ، من خلال نجاح تدخل جراحي دقيق ومعقّد أُجري بالتنسيق مع المستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، في إطار تكامل مهني بين فريق جراحة العروق بمستشفى البوني وفريق جراحة العظام بالمستشفى الجامعي. ويتمثّل هذا التدخل في استئصال ورم خبيث من نوع Liposarcome على مستوى الوجه الخلفي للفخذ وحفرة المأبض (Creux poplité)، وهو ورم كان يحيط بالبُنى الوعائية الحيوية، ما جعل العملية تُصنَّف ضمن التدخلات الجراحية عالية الخطورة، وتتطلّب خبرة كبيرة ودقة متناهية في التعامل مع الأوعية الدموية.
وقد شكّل هذا النوع من العمليات تحدّيًا جراحيًا حقيقيًا، نظرًا لتعقيد الموقع التشريحي وحساسيته، غير أنّ التنسيق المحكم بين التخصصات، إلى جانب الكفاءة العالية واليقظة المستمرة للفريق الطبي، مكّن من إنجاح العملية دون مضاعفات تُذكر، في إنجاز يعكس المستوى المتقدّم الذي بلغته الجراحة المتخصصة بالمنطقة. حيث ، يُعدّ مستشفى البوني للاستعجالات الطبية والجراحية الهيكل الصحي الوحيد على مستوى ولايات الشرق الجزائري الذي يوفّر تخصص جراحة العروق، وهو تخصّص دقيق ونادر يلعب دورًا محوريًا في التكفّل بالحالات المعقّدة المرتبطة بأمراض الشرايين والأوردة، ما يجعل المستشفى قطبًا مرجعيًا إقليميًا في هذا المجال. ويؤكد هذا النجاح أهمية العمل الجماعي والتكامل بين المؤسسات الصحية، كما يبرز الجهود المبذولة من طرف الأطقم الطبية وشبه الطبية في سبيل تحسين نوعية الخدمات الصحية، والارتقاء بالممارسة الجراحية وفق أعلى معايير السلامة والجودة، خدمةً للمريض أولًا وأخيرًا. ويُنتظر أن تُسهم مثل هذه الإنجازات في تعزيز ثقة المواطنين بالمؤسسات الصحية العمومية، وترسيخ مكانة مستشفى البوني كأحد أبرز الهياكل الاستشفائية المتخصصة في الشرق الجزائري.
عصيفرسليمة
What's Your Reaction?



