انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي بعنابة

بين الاحتفاءٌ بالفن الرابع و تثمين لرواد المسرح احتضن المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، أمس، افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، الذي يُعدّ تظاهرة سنوية تسلط الضوء على الإبداع المسرحي النسوي في الجزائر، بمشاركة نخبة من الفنانين والنجوم الذين أثروا الساحة الفنية بأعمالهم المتميزة منها المسرحية و الدرامية و حتى السينمائية شهدت هذه الانطلاقة استقبالًا مميزًا لضيوف المهرجان، الذين حلّوا بمدينة عنابة للمشاركة فهذه الاحتفالية الثقافية الهامة، حيث كان من بين الأسماء اللامعة الحاضرة الفنان عبد الحميد رابية، والفنان القدير سيد علي بن سالم، إلى جانب الفنانة المتألقة فتيحة سلطان، والممثلة لويزة نهار، بالإضافة إلى الفنانة ليندة ياسمين والبطلة الرياضية السابقة سليمة سواكري، اللتين تُعدّان من الوجوه البارزة في دعم وتمكين المرأة الجزائرية في مختلف المجالات كما كانت لجنة التحكيم الخاصة بتقييم العروض المسرحية المشاركة في المهرجان و تضم اللجنة أسماءً لامعة في الساحة الفنية الجزائرية، على رأسهم الموسيقار العالمي صافي بوتلة، الذي يُعدّ من أبرز المبدعين في مجال الموسيقى والتأليف، إلى جانب الفنانة خديجة قميري مختصة في الكورغرافيا، والفنان المسرحي سمير الحكيم، والمخرج والممثل يحي عبد المالك، فيما تترأس اللجنة الدكتورة سمية بن عبد ربو، التي تمتلك خبرة واسعة في مجال المسرح والنقد الفني، وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور السلطات المحلية، يتقدمهم والي ولاية عنابة، إلى جانب ممثل وزير الثقافة والفنون، السيد ميسوم العروسي، الذين عبّروا عن دعمهم لهذه التظاهرة الثقافية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة في المشهد المسرحي الجزائري، وتشجيع الإنتاجات النسوية في مجال الفن الرابع خلال كلمته الافتتاحية، أكد ممثل وزير الثقافة والفنون على أهمية المهرجان باعتباره منصة للتبادل الثقافي والفني، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تلعبه المرأة الجزائرية في تطوير المسرح الوطني، سواء كممثلة، مخرجة، أو كاتبة نصوص مسرحية. كما شدد على التزام الوزارة بدعم هذه التظاهرات الثقافية، التي تعكس ثراء المشهد الفني الجزائري وتساهم في إبراز الطاقات الإبداعية النسوية من جهته، عبّر والي ولاية عنابة عن فخره باستضافة هذا الحدث الثقافي، مشيرًا إلى أن المدينة كانت وما تزال فضاءً مفتوحًا للإبداع المسرحي كما أضاف أن المهرجان يُعدّ فرصة سانحة للجمهور للاستمتاع بعروض مسرحية تحمل بصمة نسائية متميزة، وتعكس قضايا المرأة الجزائرية في مختلف تجلياتها لم يكن افتتاح المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي في عنابة مجرد انطلاقة لعروض مسرحية تنافسية، بل شكل أيضًا فضاءً فنياً متكاملاً للاحتفاء بالموروث الثقافي الجزائري، حيث تميز الحفل بلوحات استعراضية راقصة قدمها مجموعة من الأطفال، جسدوا من خلالها ثراء وتنوع الطبوع الفنية الجزائرية، في عرض أضفى على الافتتاح طابعًا احتفاليًا يعكس هوية البلاد الثقافية المتعددة استهل الأطفال عرضهم بلوحة فنية تجسد العرس العنابي، وهو من التقاليد العريقة للمنطقة الشرقية، حيث ظهرت الفتيات بلباسهن التقليدي المطرز، وهن يتمايلن على إيقاعات "المالوف" العنابي، وسط أجواء مستوحاة من حفلات الأعراس الجزائرية الأصيلة بعد ذلك، انتقلت الأجواء إلى رقصة الفقيرات، وهي رقصة فلكلورية معروفة بإيقاعاتها القوية وحركاتها العفوية التي تعبر عن التراث الشعبي الجزائري، حيث أبدع الأطفال في إعادة إحياء هذا اللون التراثي بأسلوب احترافي يعكس مدى شغفهم بالفن الفلكلوري كما لم تغب الموسيقى العاصمية عن العرض، إذ تمايل الأطفال على أنغام الطابع العاصمي المعروف بإيقاعاته الرشيقة، في مشهد يذكر بروح العاصمة الجزائرية وأحيائها العريقة ثم جاء الدور على الإيقاعات الشاوية، بعدها الرقص القبائلي، حيث أبدع الأطفال في تقديم لوحة تجسد الطابع القبائلي.
غري أحلام
What's Your Reaction?






