مجلس قضاء عنابة يستأنف في قضيّة قتل رجل داخل مسكنه في سيدي عمار
إستأنفت هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة اليوم الأربعاء في قضيّة مقتل رجل داخل منزله الكائن بحي 500 مسكن التابع لبلديّة سيدي عمار وذلك بعد إقتحام مسكنه وتعرّضه لطعنات خنجر وضعت حدّا لحياته وكان الضحيّة نائما في غرفة نومه أثناء مباغتته وإزهاق روحه بطريقة بشعة قبل أن يتفطّن الجيران للجريمة البشعة عن طريق مشاهدتهم لبقع دم بالقرب من الباب الخارجي لمنزل الضحيّة ممّا استدعى تبليغ مصالح الأمن التي فتحت تحقيقات معمّقة أفضت إلى الوصول لهويّة المشتبه فيه الذي تمّ تقديمه أمام هيئة محكمة الجنايات شهر سبتمبر المنصرم وأدانته العدالة بعقوبة المؤبّد، فيما تمّ الطّعن في الحكم سالف الذكر بالنّقض مع إعادة برمجة القضيّة للنّظر فيها من جديد يوم أمس الأربعاء من طرف هيئة محكمة الجنايات الإستئنافيّة التي قرّرت بعد تدقيقها النّظر في ملفّ الواقعة وإجرائها جلسة المداولات تسليط عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا ضدّ المتّهم في القضيّة، وفي سياق متّصل فقد أنكر المتّهم خلال الإدلاء بتصريحاته سواء أمام مصالح الضبطيّة القضائيّة أو خلال الإستماع إلى أقواله من طرف هيئة محكمة الجنايات بالتهمة المنسوبة إليه، ويتعلّق الأمر بالمتّهم "ط.ع.ي" نفى جملة وتفصيلا ضلوعه في ارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، التي راح ضحيتها المسمى "م.ع" وذلك إثر توجيه له عدة طعنات على مستوى أنحاء الجسم داخل شقته التي يقيم فيها ببلدية سيدي عمار مشيرا أنّه ليس الجاني، هذا وتعود حيثيات القضيّة حسب ما دار في جلسة المحاكمة إلى يوم 23 جويلية من السنة الماضيّة وبالتحديد على الساعة الخامسة والنصف مساء، أين استقبلت مصلحة الإستعجالات الطبيّة التابعة لمستشفى الحجار شخصا تعرض لاعتداء وحشي بواسطة سلاح أبيض ويتعلق الأمر بالضحيّة المسمّى "م.ع"، ممّا تطلّب إخضاعه لعمليتين جراحيّتين نظرا لخطورة الإصابات التي تعرّض لها، ومكث الضحيّة في المستشفى تحت العناية المركّزة ليومين متتاليين قبل أن يفارق الحياة متأثّرا بجروحه البليغة، هذا وقد فتحت المصالح الأمنيّة تحقيقا معمّقا في القضيّة أسفر عن كشف هويّة المشتبه فيه المسمى "ط.ع.ي" الذي تبيّن أنّه تعرض كذلك لاعتداء بالضرب بسلاح أبيض من طرف الضحية، وفي بداية التحقيق تم سماع شقيق الضحية المسمى "م.ج" الذي صرح بأن شقيقه المتوفي كان يقيم بمفرده داخل شقّة تقع في حي 500 مسكن ببلدية سيدي عمار، مضيفا أنّ شقيقه معتاد على تعاطي المخدّرات والحبوب المهدّئة، مشيرا من جهته لنزاع سابق كان يربط شقيقه الضحيّة بأشخاص آخرون وهي محلّ قضية جزائية تمّ رفعها أمام محكمة عنابة، كما أوضح أن شقيقه يعاني من أمراض عصبية، وبتاريخ الوقائع إتصل به شقيقه الضحيّة وأبلغه بأنه تعرض للضرب وأنه على وشك الموت، مما استدعى تنقّله لعين المكان وتبين أن شقيقه مصاب بعدة جروح متفاوتة الخطورة، تجدر الإشارة أنّه مواصلة للتحقيق تم سماع الشاهد "ع.س" الذي صرح بأنه يعمل على مستوى محطة الحافلات بسيدي عمار، وقد تقدم منه بتاريخ الوقائع شخص يجهل هويته وعليه آثار دماء ويتلفظ بعبارات "راني قتلتو" وظلّ الأخير يردّد نفس العبارة لمدّة ثواني معدودة، أين التف حوله مجموعة من المواطنين وتم إسعافه من طرف عناصر الحماية المدنية، وبعد توقيف المشتبه فيه "ط.ع.ي" وسماعه من قبل الضبطية القضائية، أنكر التهمة المنسوبة إليه وأشار إلى وجود خلاف سابق بينه وبين الضحيّة وهذا بسبب تهجّم الضحية عليه ومحاولة التحرش به أثناء إقامته بشقة الضحية حسب تصريحاته، ولدى سماع "م.ح" شقيقة الضحية المتوفى كشفت أنه بعد إصابة شقيقها وتعرضه للاعتداء ظلّت ماكثة برفقته بصفة مستمرة بمستشفى الحجار، وقد تعرض شقيقها لإصابات كثيرة أخطرها كانت على مستوى البطن، وقد أجريت له عمليّتين جراحيتين، حسب ما ورد إلى علمها أن شقيقها في اليوم الموافق للاعتداء عليه، دخل شقته الواقعة بالطابق الأرضي حوالي الساعة الثامنة صباحا بعد انتهائه من عمله المتمثّل في حراسته لموقف غير شرعي للسيارات ليلا، وأثناء انغماسه في نوم عميق حوالي الساعة الحادية عشر صباحا تسلّل للشقة شخصين حسب ما ذكره بعض سكان الحي، وبعد دخولهما للشقة توجها مباشرة لغرفة نوم شقيقها وقاما بالاعتداء عليه أثناء نومه، وهي الوقائع التي كرّرها الضحية على مسامعها أثناء تواجده بالمستشفى بقوله أنه تعرض للغدر أثناء نومه وكان شقيقها يروي تفاصيل الحادثة بألم وحرقة والدموع تنهمر من عينيه قبل وفاته دون إفصاحه عن هويّة الفاعلين، وأخبرها آنذاك أنّ المعتدي كان أكثر من شخص، و أثناء تواجد شقيقها بالمستشفى طلب منها شقيقها "م.ج" التنقل رفقة شقيقتها "م.و" إلى الشقة التي كان يقيم بها الضحية بغرض تنظيفها وتسليمها للمؤجر، وأثناء تنقلها للتنظيف وجدت منظر رهيب أين كانت الدماء تغطي مختلف جدران المطبخ، الرواق وكذا الغرفة التي كان ينام فيها، بالإضافة الى فراشه وكذا الباب الخارجي للشقة وهو ما يفيد بوجود شجار ومقاومة عنيفة أثناء مباغتته داخل منزله.
وليد س
What's Your Reaction?