السيول تحاصر مئات العائلات ،وإنقاذ عدة أشخاص جرفتهم مياه الوديان بجيجل

Mar 1, 2024 - 19:18
 0  114
السيول تحاصر مئات العائلات ،وإنقاذ عدة أشخاص جرفتهم مياه الوديان بجيجل

عاشت ولاية جيجل نهاية أسبوع غير مسبوقة مليئة بالرعب والخوف وذلك بسبب الإضطراب الجوي العنيف الذي ضرب الولاية أو بالأحرى الإعصار القوي الذي أتى على الأخضر واليابس بأكثر من منطقة من الولاية الأمر الذي أصاب عاصمة الكورنيش بالشلل لعدة ساعات بعدما تفرغت كل المصالح بالولاية لعمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين من هذا الإضطراب الجوي . وحتى وإن بدت مخاوف الجواجلة كبيرة من هذا الإضطراب الجوي بعد النشرات الجوية المتتالية التي حذرت سكان الولاية من هذا الأخير بل ودعتهم الى الحيطة والحذر إلا أن هؤلاء لم يكونوا يتصورون بأن هذا الإضطراب الجوي العنيف أو ما أصطلح على تسميته بالإعصار سيكون بهذه القوة التدميرية مايفسر ماعشه سكان عاصمة الكورنيش منذ يوم الثلاثاء وبالأخص خلال ليلة الأربعاء الى الخميس من رعب كبير خصوصا بعدما تحولت المعلومات التي توصلوا بها عن طريق مصالح الإرصاد الجوية الى حقيقة .

أمطار طوفانية مصحوبة برياح فاقت سرعتها ال100 كلم /سا 

وبدأ المسلسل الهيتشكوكي الذي عاشه الجواجلة بمناسبة هذا الإضطراب الجوي في الساعات الأولى ليلة الأربعاء الى الخميس حيث شهدت الولاية تساقط أمطار طوفانية غير مسبوقة وهي الأمطار التي لم تتوقف عن الهطول طيلة ساعات الليلة المذكورة ، وكانت هذه الأمطار مصحوبة برياح هوجاء فاقت سرعتها الـ100 كلم في الساعة الأمر الذي فاقم من حجم الخسائر التي تسببت فيها هذه العاصفة بل وساهم ذلك حتى في تعطيل جهود فرق الإنقاذ والتدخل التي لم يغمض لأفرادها جفن منذ الإعلان عن قدوم هذا الإضطراب العنيف الذي حوّل ليل الجواجلة إلى نهار .

السيول اقتحمت المنازل والتجمعات السكنية وأحياء بأكملها غمرتها المياه 

وتسبب هذا الإضطراب الجوي العنيف في تشكل سيول جارفة غمرت العشرات من التجمعات السكنية بعدة بلديات وفي مقدمتها عاصمة الولاية ، قاوس ، الأمير عبد القادر ، الشحنة ، الجمعة بني حبيبي ، أولاد يحيى ، جيملة ، الميلية ، الطاهير ، العنصر والقائمة طويلة حيث تحولت عدة أحياء بهذه البلديات الى مناطق عائمة كما هو الحال بمنطقة الكيلومتر الخامس بعاصمة الولاية حيث غمرت المياه عشرات المنازل بسكنات عدل المتواجدة بهذه المنطقة والأمر كذلك بمنطقة بوحمدون ببلدية الأمير عبد االقادر وكذا ببلدية قاوس ما تسبب في محاصرة مئات العائلات بهذه الأحياء وسط أجواء غير مسبوقة من الرعب والخوف .

السيول تحاصر مئات العائلات ،وإنقاذ عدة أشخاص جرفتهم مياه الوديان بجيجل

واضطرت الحماية المدنية التي استنفرت مالايقل عن 17 وحدة عملياتية في عمليات الإنقاذ الى استعمال الزوارق المطاطية من أجل انقاذ واخراج الأشخاص المحاصرين وسط المياه بعدة أحياء كما هو الحال بمنطقة الكيلومتر الخامس بعاصمة الولاية وكذا بمنطقة بن عياش ببلدية قاوس ، كما تمت الإستعانة بآليات ثقيلة بعضها يعود للخواص والمتطوعين لإخراج بعض الأشخاص الذين علقوا وسط الوديان وكذا المناطق المنخفضة والتي صعب على رجال الحماية المدنية الوصول اليها بوسائلهم الخاصة وهذا بحضور والي الولاية أحمد مقلاتي الذي واكب ومنذ الساعات الأولى لهذا الإعصار أغلب تدخلات عناصر الحماية المدنية وكذا جهود الإنقاذ التي تواصلت الى غاية ساعة متأخرة من ليلة الخميس الى الجمعة مع تدعيم فرق الإنقاذ بالولاية بفرق قادمة من أربع ولايات أخرى وبتعداد وصل 56 فردا مجهزين بكل وسائل التدخل والإسعاف .

انقطاع عشرات الطرقات الوطنية والولائية بفعل ارتفاع منسوب الوديان والسدود وانهيار بعض الجسور 

وتسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على ولاية جيجل في انقطاع جزئي أو كلي لعدد معتبر من الطرقات الوطنية والولائية وكذا البلدية ومن ثم التسبب في شلل حقيقي بالمناطق التي يتحرك سكانها عبر هذه المحاور وفي مقدمتها الطرقات الوطنية رقم 77 ، 105 و43 اضافة الى الطرقات الولائية 127 ،132 ، 135 ، 137و147 وهي الإنقطاعات التي ساهم فيها كذلك صعود مياه بعض الوديان الرئيسية بالولاية على غرار واد النيل ، واد منشة ، واد بوقرعة واد تاسيفت ، واد الخراشة ، واد بولمناخر ، واد العناب وواد القنطرة وانهيار بعض الجسور بفعل قوة المياه المتدفقة خصوصا بالجمعة بني حبيبي وأولاد رابح ناهيك عن امتلاء بعض السدود واضطرار السلطات لفتح صماماتها تفاديا لأي طارئ على غرار سد تابلوط ببلدية جيملة الذي يعد أكبر سد بالولاية .

انهيار عدة منازل بجيجل ببرج ،  الطهر والشحنة وإجلاء عدد من العائلات إلى مناطق آمنة 

كما تسببت الأمطار الطوفانية التي شهدتها عاصمة الكورنيش في تهدم بعض المنازل وتداعي أخرى حيث سجل انهيار مسكنين غير مأهولين بشارع كينيوار بعاصمة الولاية وهو ماتسبب في الحاق أضرار بإحدى المركبات التي كانت مركونة بهذا الشارع ، كما سجل انهيار منزل آخر بالحي التطوري ببلدية برج الطهر وثلاث منازل أخرى ببلدية الشحنة ناهيك عن تصدع مساكن أخرى بسبب الأمطار والرياح العاتية الأمر الذي دفع بالسلطات ورجال الإنقاذ الى اتخاذ قرار بترحيل سكان هذه المنازل الى مناطق آمنة متمثلة في دور الشباب وكذا بعض المدارس الإبتدائية .

إنقاذ عدة أشخاص بعدما جرفت مياه الوديان مركباتهم وبقاء ثلاثة آخرين محاصرين بواد النيل 

وفي سياق جهود الإنقاذ التي شاركت فيها جميع المصالح بجيجل على غرار ديوان التطهير ، الأشغال العمومية ، الأمن والدرك الوطنيين اضافة الى الحماية المدنية وأجهزة أخرى بما فيها مصالح سونلغاز سجل انقاذ عدة أشخاص بعدما جرفت مياه الوديان المتدفقة مركباتهم سيما على مستوى واد بوقرعة بالطاهير وكذا واد تاسيفت بذات البلدية حيث تم انقاذ سبعة أشخاص علقوا بهذين الوادين وكانوا على وشك الهلاك كما تم انقاذ ثلاثة أشخاص آخرين بأحد الوديان بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية بعدما احتموا بأحد الأشجار في الوقت الذي ظل فيه ثلاثة أشخاص محاصرين وسط واد النيل بمنطقة بازول بالطاهير الى غاية ساعة متأخرة من ليلة الخميس الى الجمعة بعدما فشل أعوان الغطس التابعين للحماية المدنية في الوصول إليهم بسبب هيجان الواد المذكور وارتفاع منسوب مياهه الى مستويات قياسية ، علما وأن محاولات اخراج هؤلاء الأشخاص من المكان الذي حوصروا به ظلت متواصلة إلى غاية صبيحة أمس الجمعة حيث تمكن غطاسو الحماية المدنية من إنقاذ هؤلاء الأشخاص العالقين الذين قضو ليلتهم بين السيول المتدفقة ليتم نقلهم الى المستشفى في ظل حالة الصدمة القوية التي ألمّت بهم .

إنقطاع كلي للتيار الكهربائي بعدة بلديات بسبب الرياح القوية وانجراف التربة 

وكما يقال فان المصائب لاتأتي فرادى حيث وبالإضافة الى أجواء الرعب التي تسببت فيها هذه السيول فقد سجل كذلك انقطاع تام في التيار الكهربائي والشبكة الهاتفية الخلوية بعدة بلديات من الولاية بسبب شدة الرياح التي تسببت في قطع أسلاك الكهرباء وسقوط عدد من الأعمدة الكهربائية وهو ما حتم على مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز استنفار جميع أعوانها من أجل معالجة الأعطاب المسجلة واعادة التيار الى المناطق المتضررة بدليل عودة الكهرباء الى عدد كبير من المناطق ليلة الخميس الى الجمعة في انتظار اصلاح بقية الأعطاب المتبقية التي وعدت المؤسسة الوصية بمعالجتها في أسرع وقت ممكن رغم صعوبة المهمة وصعوبة تنقل فرق المؤسسة بين منطقة وأخرى بسبب انقطاع العديد من الطرقات سيما الجبلية منها .

خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية والقطاع الفلاحي المتضرر الأكبر 

وتم تسجيل خسائر جد معتبرة في المحاصيل الزراعية بعدة مناطق من الولاية خصوصا على مستوى سهل النيل بين بلديات الطاهير ، الشقفة والقنار وكذا ببلديات أخرى كخيري واد عجول والجمعة بني حبيبي بعدما غمرت مياه الوديان عدة حقول زراعية ناهيك عن تخريب الرياح للعشرات من البيوت البلاستيكية بهذه المناطق ، كما سجل نفوق عدد غير محدد من رؤوس الماشية ببعض المناطق بسبب انهيار الإسطبلات التي كانت بداخلها وسقوط بعض الأسقف الهشة على هذه المواشي وكذا تخريب المئات من خلايا النحل وعدد غير محدد من المداجن مع هلاك الآلاف من الكتاكيت التي كانت بداخلها الأمر الذي جعل مصدر مطلع على الشأن الفلاحي بالولاية يؤكد بأن الخسائر في قطاع الفلاحة بالولاية ربما ستكون الأكبر جراء هذه السيول قياسا ببقية القطاعات الأخرى .

أ / أيمن 

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow