عنابة تستعد للمولد النبوي في أجواء احتفالية بهيجة وسط تشديد الرقابة على المفرقعات
تشهد مختلف شوارع وأحياء ولاية عنابة هذه الأيام أجواءً استثنائية مع اقتراب موعد المولد النبوي الشريف الذي يصادف يوم السبت المقبل، حيث انتشرت الطاولات المخصصة لبيع الشموع الملونة والمعطرة، الفوانيس، البخور، الحناء والعنبر، في مشهد يطبع المدينة بالبهجة ويعيد للأذهان أصالة العادات المرتبطة بهذه المناسبة الدينية. وما يلفت الانتباه هذه السنة هو الغياب شبه التام للمفرقعات والشماريخ عن طاولات البيع، بعدما شددت المصالح الأمنية الرقابة على تداولها ومنع بيعها في الأماكن العلنية، في خطوة تهدف إلى حماية المواطنين من الأخطار التي تسببت فيها خلال السنوات الماضية، حيث سجلت آنذاك حوادث مأساوية تمثلت في إصابات بحروق وتشوهات خطيرة وحتى وفيات، ما جعل السلطات تتخذ إجراءات صارمة للقضاء على هذه الظاهرة. في نفس السياق ورغم ارتفاع الأسعار هذا العام، خاصة بالنسبة للشموع المزخرفة والمعطرة والبخور الفاخر، إلا أن المواطنين أقبلوا بكثافة على اقتنائها، حيث تتراوح أسعار الشموع بين 50 دج للشموع البسيطة وصولًا إلى 500 دج للشموع المزينة ذات الأشكال الجذابة. كما تشهد المبخرات بمختلف أحجامها وأنواعها إقبالًا كبيرًا، إلى جانب الحناء والعنبر التي تعد عناصر أساسية في مظاهر الاحتفال. كما ان الأطفال، كعادتهم، يضفون حيوية خاصة على هذه الأجواء من خلال مرافقة أوليائهم في جولاتهم عبر الأسواق، في حين تتحول الشوارع إلى فضاءات للفرجة والبهجة، حيث تنبعث الروائح الزكية للبخور والعنبر وتتلألأ الشموع على الأرصفة، ما يمنح المدينة حلة احتفالية فريدة. [المفرقعات.. من المنع العلني إلى السوق السوداء]
ورغم غياب المفرقعات عن العلن، إلا أنها لم تختف تمامًا من المشهد، حيث لجأ بعض الباعة إلى تسويقها سرًا عبر ما يعرف بـ "السوق السوداء". إذ يعرضون صور بضاعتهم على شاشات الهواتف للزبائن، ليتم جلبها لاحقًا من أماكن مجهولة بعيدًا عن أعين الأمن. وقد وصلت أسعار هذه الألعاب النارية إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر بعضها 2500 إلى 3000 دج، وهو ما يعكس حجم المخاطر المادية والبدنية التي تنطوي عليها. ويؤكد بعض المواطنون أن هذه الرقابة ضرورية ومهمة، خاصة بعد سلسلة الحوادث التي تسببت فيها المفرقعات في السنوات السابقة، معتبرين أن الاستغناء عنها لا ينتقص من بهجة الاحتفال بل يزيده أمانًا وطمأنينة.كما انه يغنيهم تكاليف باهضةارهقت جيوبهم لسنوات ولم تستمر متعة شرائها سوى للحظات عابرة فحسبهم فان ، المولد النبوي الشريف مناسبة اجتماعية وروحية راسخة في وجدان العنابيين، حيث تجتمع العائلات لإحياء السهرات الدينية وتبادل الأطباق التقليدية، فيما تحرص الأسر على إشراك أطفالها في الطقوس الاحتفالية عبر اقتناء الشموع وتزيين البيوت، في جو يجمع بين الفرح والروحانية. وتبقى مدينة عنابة، كما في كل سنة، شاهدة على مشهد احتفالي يجمع بين أصالة العادات وصرامة الرقابة، بين بهجة الشموع وروائح البخور من جهة، وخفوت أصوات المفرقعات من جهة أخرى، في صورة تعكس التمسك بالتقاليد مع وعي متزايد بخطورة بعض المظاهر السلبية التي لطالما شوهت هذه المناسبة الدينية.
عصيفرسليمة
What's Your Reaction?

