اكتشاف أثري لقواقع حلزونيات تعود للحضارة القفصية بباتنة

Apr 30, 2025 - 00:05
 0  250

تم أمس خلال أشغال حفر متعلقة بمشروع انجاز وحدات سكنية بإقليم بلدية عين ياقوت التابعة لولاية باتنة، العثور على موقع أثري يحوي بقايا قواقع حلزونيات، وحجر السوان المصنوعة من مادة السيلاك وكذا العثور على عظام بشرية، أرجعها مختصو علم الأثار إلى الحضارة القفصية 6000 -12000 قبل الميلاد، حيث تظهر تلك القواقع للعيان بعد عملية الحفر بالموقع، حيث تنقلت مصالح مديرية الثقافة والفنون لولاية باتنة على رأسها مدير الثقافة والفنون بالنيابة السيد عبد الرزاق بن سالم إلى عين المكان، فيما تم توقيف عملية الحفر هناك إلى حين اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، تفاديا لعملية التخريب التي قد تطال الموقع، على أن تجرى به حفريات علمية تحت اشراف خبراء ومختصين لمعرفة ما اذا كان الموقع يكتنز خبايا من أثار وغيرها ترجع إلى تلك الحقبة من التاريخ، ليأتي هذا الاكتشاف ليؤكد تواجد الحضارة القفصية بمنطقة باتنة حيث سبق وأن تم العثور على بقايا لها بمغارة كابيليتي ببلدية أريس ليجسد بذلك الموقع أولى بوادر الاستقرار البشري خصوصا وأن الحضارة القفصية تتوزع على كامل شمال افريقيا وتواجدت بالجزائر عبر عدة مواقع منها تبسة، تيارت وسطيف، حيث تعرف مواقع الحضارة القفصية بالرماديات وهي تلال صغيرة يتراوح علوها ما بين 1 و2 متر، ويمكن أن يصل طولها في أقصى الأحوال إلى 150 متر، ويقدر عرضها بحوالي 80 متر، وهي تمثل في مجموعها تراكمات تاريخية لبقايا التجمعات البشرية القديمة، مكونة من عناصر رمادية، وأدوات حجرية، وعظام الحيوانات، وقواقع الحلزونيات، تم اكتشافها لأول مرة في المنطقة الغربية لتونس إلا أنها عرفت انتشارا واسعا في الجزائر، ومن أهم مواقع الحضارة القفصية في الجزائر تلك المتواجدة بولاية تبسة، سطيف وتيارت. فيما يرجع مختصون كثرة تواجد قواقع الحلزونيات إلى أنه كان مصدر غذاء رئيسي لذلك الإنسان وسميت أيضا بالرماديات لكثرة الرماد الناتج عن الطهي والحرق بجانب المساكن. ليضاف بذلك على الموقع الأثري المكتشف الى مواقع أثرية تؤرخ لحقب زمنية مختلفة يتم اكتشافها في كل مرة لقائمة مواقع هامة تزخر بها ولاية باتنة على غرار عديد ولايات الوطن التي يحكي كل شبر منها مرحلة تاريخية للإنسان القديم الذي مر من هنا تاركا أثرا ليؤكد أن المنطقة تخفي الكثير من الاسرار التي يتم اكتشافها في كل مرة لفترات زمنية مختلفة وحدها الخصائص الأثرية لهذه الحقب من يمكنها تحديد لأي فترة تعود حسب الخبراء والمختصين في المجال لتجعل من رصيد باتنة والجزائر عامة تنوعا هاما يزيد كل مرة سواء عن طريق الصدفة أو من خلال ما يدرج من حفريات وأبحاث.

شوشان ح

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow