تداعيات سقوط جزء من عمارة بأقواس سكيكدة: الدراسة التقنية تثبت تسبب السكان في الإنهيار

Aug 3, 2025 - 21:00
 0  98

أكدت الخلاصة المبدئية للدارسة التقنية التي قام بها مركز تشخيص الخبرة (CDE)  أن سبب الانهيار الذي طال جزء من عمارة قيد الترميم بحي ليزاركاد وسط مدينة سكيكدة ليلة الجمعة، هو وجود تعديلات  قام بها ساكنة العمارة في حمامات المنازل، أدت إلى حدوث تسربات مائية على مستوى الأعمدة الحاملة للبناية.  النتيجة عُرضت أمام والي الولاية الذي عقد اجتماعا طارئا عقب انهيار جزء من العمارة،ليقرر بعدها ترحيل العائلات القاطنة بالبناية إلى سكنات مؤقتة لمدة 03 أشهر، على أن يلتزموا العودة إلى سكناتهم فور الانتهاء من ترميمها.مع غلق الطريق الرئيسي ديدوش مراد مكان الحادث إلى غاية يوم الاثنين مساء مع التأكد من الإخلاء الكلي للبناية سواء للسكان أو التجار.  يشار إلى أنه م ليلة الجمعة اجلاء 10عائلات من طرف أعوان الحماية المدنية،عقب انهيار جزء من بناية بحي الاقواس وسط مدينة سكيكدة، البناية مأهولة و قديمة موروثة عن العهد الاستعماري، تخضع منذ مدة لعملية ترميم في اطار مشروع اعادة الاعتبار للنسيج العمراني وسط المدينة.  وفور سقوط جزء كبير من العمارة، تدخلت الجهات الامنية و الحماية المدنية التي طوقت المكان بشريط يمنع الاقتراب لحماية الأرواح سيما أن الطابق السفلي يحتوي على محلات تجارية.   و لا يزال مسلسل انهيار البنايات القديمة بالمدينة العتيقة لمدينة سكيكدة مستمرا ، فبعد تهدّم أجزاء من شرفات وجدران بنايات قديمة مهدّدة بالانهيار توجد بشارعي الطاهر جواد وعبد الله بن غرس الله، إضافة إلى بنايات قديمة بسطورة، جاء الدّور، على بناية تقع على الشارع الرئيسي.   ويتساءل المواطنون كيف تبقى المدينة العتيقة الواقعة بأغنى بلدية على المستوى الوطني تعاني من هشاشة بناياتها، التي لا تزال عديد العائلات السكيكدية تقطن بداخلها لم تعد آمنة على الإطلاق، بعد أن صنفتها الهيئة التقنية لمراقبة البناء للشرق في الخانة الحمراء، كما هو الحال في أحياء قدور بليزيدية، بوجمعة لباردي، حي نابوليتان، سكنات شارع الأقواس وغيرها من أحياء وأزقة المدينة القديمة.   والسؤال الذي أضحى يطرح بحدة بسكيكدة في ظل الوضع الكارثي، الذي أصبحت عليه المدينة القديمة، حيث خصص غلاف مالي ضخم، لترميم بنايات سكيكدة العتيقة، والمقدر بـ 1.5 مليار د.ج، علما أن المرحلة الأولى انطلقت في سبتمبر 2016 وشملت دراسة 127 بناية تتربع على مساحة 80 ألف متر مربع من النسيج العمراني القديم الموجود بشارع الأقواس تقطنها 604 عائلة. ومعلوم أن الدراسات أسندت لمكتب جزائري- إسباني (أكويدوس) من أجل وضع تصوّر لترميم البنايات القديمة على نسق مدينة برشلونة، وبعد 15 شهرا أسفرت الدراسة عن ضرورة القيام بعمليتين، الأولى استعجالية الهدف منها القضاء على النقاط الحمراء لحماية البنايات من الانهيار الكلي وتأمين وحماية المواطنين الذين يستغلون حي الأقواس، سواء العائلات أو التجار، أما الثانية، فتتعلق بترميم المباني المذكورة، حيث أسندت العملية لمقاولة مختصة حسب دفتر شروط يأخذ بعين الاعتبار نوعية وحجم المباني، مع العمل من أجل المحافظة على النسق الهندسي المعماري القديم لهذه البنايات.  لكن الغريب في الأمر أن عملية الترميم التي شملت البنايات المعنية لم تكن في المستوى المطلوب، حسبما جاء في دفتر الشروط، ومسّت فقط الواجهة والدليل الوضع الذي أصبحت عليه الأجزاء التي خضعت لعملية الترميم، أمام غياب شبه كلي لمصالح الرقابة من أجل حماية المال العام من العبث. للتذكير، فقد خضعت أزيد من 60 بناية من أصل 300 بناية قديمة هشة مهّددة بالانهيار مبرمجة لخبرة ثانية، وهي البنايات تقريبا التي شملتها عملية الإحصاء والخبرة الأولى، التي أنجزت في سنة 2012 من قبل مكتب الدراسات الاسباني “أكويدوس”.  و تواجه سكيكدة تحديا كبيرا في التعامل مع مشكلة البنايات الهشة. ورغم وجود خطط ومشاريع للترميم، إلا أن التنفيذ والنتائج الفعلية لا تزال محل تساؤلات ومطالبات بضرورة تفعيل الإجراءات وتسريع وتيرة العمل لحماية الأرواح والمحافظة على التراث العمراني للمدينة.  

حياة بودينار

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow