سقوط أجزاء من بناية قديمة مهددة بالانهيار في حي مكي أورتلاني بسكيكدة

اهتز حي مكي أورتلاني بمدينة سكيكدة في الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة على وقع حادث انهيار جزئي لبناية قديمة مهددة بالانهيار حيث سقطت أجزاء من الواجهة والطابق العلوي حوالي الساعة الثالثة صباحا ما أدى إلى تضرر سيارتين كانتا مركونتين أسفل العمارة في وقت لم تسجل فيه أي إصابات بشرية بفضل وقوع الحادث في ساعة متأخرة من الليل. وحسب شهادات سكان الحي فإنهم سمعوا دويًا قويًا يشبه الانفجار أيقظهم من نومهم ليتبين أن أجزاء كبيرة من البناية التي تعود إلى عشرات السنين قد تساقطت فجأة في مشهد أثار الذعر وسط السكان الذين سارعوا إلى مغادرة منازلهم خوفًا من انهيار كلي محتمل للبناية.  فور الإبلاغ عن الحادث تنقلت مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان رفقة عناصر الأمن، حيث تم تطويق محيط العمارة ومنع مرور المركبات والمارة تفاديا لأي خطر إضافي مع مباشرة عملية معاينة دقيقة للبناية لتحديد مدى تضررها كما تم إخطار الجهات التقنية التابعة لمصالح السكن والعمران لمعاينة البناية وإصدار تقرير هندسي حول مدى صلاحيتها للسكن الانهيار الجزئي تسبب في أضرار مادية معتبرة لسيارتين كانتا متوقفتين بجانب الرصيف إحداهما تضررت بشكل شبه كلي بعد سقوط كتل إسمنتية وحجارة من واجهة الطابق العلوي عليها كما أبدى سكان الحي استياءهم من الوضع مؤكدين أنهم سبق وأن راسلوا المصالح المعنية عدة مرات للتدخل وصيانة البناية أو ترحيل القاطنين بها قبل وقوع الكارثة غير أن الوعود بقيت دون تنفيذ الحادث أعاد إلى الواجهة ملف البنايات الهشة والقديمة الذي يشكل هاجسا حقيقيا في العديد من أحياء مدينة سكيكدة، حيث تنتشر عمارات متهالكة تعود إلى الحقبة الاستعمارية وتعيش حالة تدهور متقدمة تهدد سلامة القاطنين والمارة.  عدد من المواطنين عبروا عن تخوفهم من أن يتكرر السيناريو في أية لحظة خصوصا مع دخول فصل الشتاء وما يصاحبه من تساقط للأمطار والرطوبة التي تضعف أكثر الهياكل القديمة وطالبوا السلطات المحلية والولائية بفتح تحقيق عاجل في وضعية هذه البنايات وإطلاق برنامج استعجالي للهدم أو الترميم حفاظا على الأرواح والممتلكات. و من المنتظر أن تقوم لجنة تقنية مختصة خلال الساعات المقبلة بمعاينة دقيقة للبناية المنهارة مع اتخاذ قرارات عاجلة بخصوص الإخلاء المؤقت إن اقتضى الأمر كما ستُرفع توصيات إلى المصالح الولائية لإدراجها ضمن البرنامج الوطني لإزالة البنايات الهشة ويبقى هذا الحادث بمثابة إنذار جديد يدعو إلى التحرك الفوري لتدارك الخطر الذي تمثله البنايات المهددة بالانهيار في الأحياء القديمة حماية لأرواح المواطنين ومنعا لتكرار المآسي التي شهدتها عدة ولايات في السنوات الأخيرة نتيجة الإهمال والتأخر في معالجة هذا الملف. 

حياة بودينار