مجلس قضاء عنابة يؤجّل للمرّة الثالثة النظر في قضيّة مقتل طفلة قاصر
بطلب من دفاع المتّهمين، تأجّل نهاية الأسبوع المنصرم النظر للمرّة الثالثة على التوالي في قضيّة مقتل فتاة قاصر تنحدر من ولاية باتنة وذلك بعد أن أثبتت التحقيقات الأمنيّة تعرّضها للتسمّم والضرب مع رميها بجانب مستشفى ابن سينا في عنابة وسبق لمجلس قضاء عنابة وأن أجّل الفصل في القضيّة لمرّتين على التوالي وذلك خلال شهر جوان من سنة 2023 وأواخر شهر سبتمبر من سنة 2024 قبل أن تقرّر العدالة نهاية الأسبوع الماضي تأجيل القضيّة للمرّة الثالثة على التوالي في انتظار فتح ملفّ جريمة القتل الشنيعة هاته خلال الدورة الجنائيّة المقبلة للفصل فيها من طرف هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة لدى مجلس قضاء عنابة، وفي سياق متّصل فقد تطرّقت "آخر ساعة" خلال أعداد سابقة لحيثيات وقائع الحادثة المتمثّلة في العثور على جثّة فتاة قاصر تنحدر من ولاية باتنة مع رمي جثّتها بمحاذاة مستشفى ابن سينا "كاروبي"، وتبلغ الضحيّة القاصر التي عثر عليها قبل سنوات قليلة فارطة تبلغ من العمر 15 سنة فقط وكشفت التحقيقات تعرّضها للتعذيب والتسمّم قبل لحظات من مفارقتها للحياة بطريقة يشوبها الغموض، كما تبيّن وجود آثار حروق وكدمات في مختلف أنحاء جسدها، تجدر الإشارة أنّ التحقيقات الأمنيّة أثبتت تورّط 9 متّهمين في هاته القضيّة مع متابعتهم من طرف المصالح المختصّة بارتكاب تهم مختلفة أبرزها جناية القتل بالتّسمم وجناية التعذيب ضدّ كلّ من "ب.و"، "ج.م" و"ع.ع.ر"، بالإضافة إلى جنحة عدم التبليغ عن الجريمة ضدّ "ل.ب"، "ش.م"، "ش.س"، "ب.ك" و"ل.ح" مع سوء استغلال الوظيفة من قبل موظّف عمومي من أجل الحصول على منافع غير مستحقّة ضدّ المتهمة "ط.ن" التي ورد اسمها خلال التحريّات، وتنحدر الضحيّة القاصر المسماة "ه.م" تنحدر من ولاية باتنة وتمّ العثور عليها وبها علامات تدّل على تعرّضها لإصابات خطيرة قبل أن تدخل في غيبوبة ومكثت بمصلحة الإنعاش لعدّة أيّام قبل أن تفارق الحياة بسبب تناولها لسائل كيميائي حسب ما أثبته تقرير الطبيب الشرعي عند تشريح الجثّة، وفي سياق متّصل تعود حيثيات الواقعة ليوم 29 جوان من سنة 2020 ، حين وردت معلومات لدى فرقة حماية الأحداث التابعة لمصالح الدرك الوطني بعنابة مفادها وفاة المسماة "ه.م" البالغة من العمر 15 سنة والمنحدرة من بلديّة شيخي الأسفل ببلدية باتنة في ظروف غامضة، ممّا استدعى فتح تحقيقات معمّقة بغرض كشف ملابسات الجريمة التي أسفرت عن ضلوع 9 أشخاص مشتبهم فيهم حسب ما أثبتته التحريّات، وأزالت التحقيقات الستار عن ملابسات الجريمة البشعة المتمثّلة في الاعتداء على الطفلة القاصر ورميها بالقرب من الهيئة الإستشفائيّة المذكورة سالفا، أين تمّ العثور عليها تعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعليها آثار عنف متمثلة في حروق على مستوى الرجل اليمنى وكدمات على مستوى اليد اليسرى، ونظرا لخطورة حالتها الصحيّة تم تحويلها إلى مصحلة الإنعاش بمستشفى ابن سيناء، قبل مفارقتها الحياة داخل مصلحة الإنعاش، تجدر الإشارة أنّ وكيل الجمهورية المختصّ إقليميا أعطى آنذاك تعليمات تفيد بعرض جثّة الضحية للتشريح، حيث أن تقرير الطبيب الشرعي جاء فيه بأن الوفاة لم تكن طبيعية وأنها ناتجة عن فقدان دموي حاد بسبب تناول سائل حارق وكاوي، كما جاء في نفس التقرير أن الضحية تحمل أثار عنف جسدي خارجي يتمثل في وجود آثار دم بالشاربين، وجروح في المرفق الأيمن، إضافة إلى آثار كدمات وازرقاق على مستوى أعلى الذراعين، وكذا حروق جلدية من الدرجة الثانية للجهة الداخلية للثلث الأعلى للفخذين، قبل أن يتبيّن ضلوع المشتبه فيهم في القضيّة الذين من المنتظر أن تقوم الجهات القضائيّة ببرمجة ملفّهم من أجل محاكمتهم عن التهم المنسوبة إليهم خلال الأيام المقبلة وذلك بعد أن تمّ تأجيل الفصل في قضيّتهم صبيحة أمس بطلب من الدّفاع، كما تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ التحقيقات الأمنية كشفت السّتار حول كيفيّة استدراج الضحيّة من ولاية باتنة وصولا إلى عنابة، حيث بدأت بتلقّي المسمى "ك.ب" الذي كان داخل محله التجاري الكائن بمدينة عين مليلة بولاية أم البواقي مكالمة هاتفية من طرف صديقه "ش.س" الساكن بمدينة قسنطينة، وطلب منه من خلالها استقبال فتاتين ونقلهما من مدينة عين مليلة إلى مدينة قسنطينة على متن سيارته نوع" BMW X4 مع صديقهما المسمى "ش.م" الذي كان متواجدا هو الآخر بمحله الخاص بإصلاح السيارات بذات المدينة، وبعد وصول الفتاتين "ه.م" و"ك" إلى مدينة عين مليلة استقبلهما المسمى "ش.م" و"ب.ك" وانطلق الأربعة على متن السيارة المذكورة سالفا نحو مدينة قسنطينة، هذا وأوضحت التحريات أنّه وبعد الوصول إلى مدينة قسنطينة وبالضبط على مستوى مدخل الطريق السيار شرق غرب، توقفت المركبة الحاملة لعلامة " BMW X4 " في انتظار التحاق المسمى "ش.س"، وبعد مرور حوالي ساعة تقريبا توقفت سيارة من نوع " AUDI A3 "سوداء اللّون يقودها المسمى "ل.ح" وبرفقته كل من المسماة "ش.س" و"ع.ع.ر" وبجانبه المسماة "ه.م" حيث ركب على متن السيارة رفقة مالكها والفتاتان، وبقي "ل.ح" و "ع.ع.ر" و "ب.و" والضحية "ه.م" على متن السيارة الأخرى وانطلق الجميع نحو مدينة عنابة سالكين الطريق السيار شرق غرب وصولا إلى مدينة عنابة، حيث توقفتا بالقرب من المسمكة الكائنة بحي ما قبل الميناء بمدينة عنابة ليلتحق بهم صديقهم المسمى "ج.م" على متن سيارة من نوع "مرسيدس"، فيما من المنتظر أن يمتثل المتّهمون أمام العدالة خلال الدورة الجنائيّة الإبتدائيّة المقبلة من أجل استجوابهم ومحاكمتهم بغرض إزالة الغموض الحائم حول هاته الجريمة وفكّ اللّبس القائم بخصوص من قام بالإعتداء على الضحيّة "ه.م" ومن قام بتعذيبها وإجبارها على تناول السائل الكيميائي قبل رميها بمحاذاة مستشفى ابن سينا.
وليد س
What's Your Reaction?
