عنابة: ارتفاع قياسي لأسعار الأورو في السوق السوداء

ارتفعت قيمة الأورو بشكل غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة في السّوق السّوداء بعنابة ممّا جعلها تبلغ حدودا قياسيّة لم تشهدها من قبل وذلك بعد أن تراوح سعر 100 أورو ما بين 24000 و24200 دج  هذا قد لفت انتباه "آخر ساعة" خلال جولة استطلاعية قادتها إلى السوق السوداء وسط مدينة عنابة وبالتحديد في شارع ابن خلدون "لاري قومبيطا"، ارتفاعا خياليّا لقيمة الأورو ومختلف العملات الأخرى بسبب كثرة الطلب عليها حاليّا، فيما رجّحت بعض الأطراف انخفاض قيمتها خلال الأيّام القليلة المقبلة نتيجة عزوف الطلب عليها بشهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه سوى أيّام قليلة، هذا وقد بلغت قيمة الأورو عند شرائها من طرف المواطنين المبلغ المذكور سالفا، بينما يشتريها تجّار العملة الصعبة بمبالغ تتراوح ما بين 23800 دج و23900 دج، كما قفزت كذلك قيمة الدينار التونسي بالغة 6600 و 6700 دج لـ 100 دينار تونسي عند شرائها من طرف المواطنين بينما يشتريها تجار العملة الصعبة بأسعار تتراوح ما بين 6400 دج و6500 دج بعد أن كانت قبل وقت قصير تتراوح ما بين 6300 و6400 دج لـ 100 دينار تونسي وهي نفس قيمة العملة التونسية في المنطقة الحدودية المتواجدة على مستوى أم الطبول، هذا وفي سياق متّصل فقد أوضح بعض "البزناسة" خلال حديثهم لـ "آخر ساعة" أن قيمة الدينار التونسي مرشح للارتفاع أكثر في الأيام القادمة تزامنا وعطلة فصل الربيع التي تقابلها في كثير من الأحيان ندرة للعملة في السوق السوداء، وإقبالا كبيرا على شرائها من طرف الجزائريين من أجل التوجّه لقضاء عطلتهم في تونس، كما كشفت مصادر أخرى بأن قيمة الدينار التونسي قد قفزت كذلك على المستوى المحلي، وفيما يتعلّق بباقي العملات الصعبة فقد ارتفعت من جهتها قيمة الدولار الأمريكي في السوق السوداء بشكل ملفت للانتباه ووصلت قيمة 100 دولار أمريكي لـ 21800 دج و21900 دج في حين يشتريها تجار العملة الصعبة بمبالغ تتراوح ما بين 21500 و21600 دج بالنسبة لكل 100 دولار أمريكي بعد أن كانوا يشترونها قبل أسابيع قليلة بمبلغ 20500 و20800 ويبيعونها بـ21000 دج، كما أرجع  محدّثونا السبب في ذلك إلى كثرة الطلب على الدولار التي تضاعفت خلال الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع قيمة "الأورو" كذلك التي تساهم من جهتها في ارتفاع قيمة الدولار، وهي القيمة التي تعدّ سابقة من نوعها حيث لم تسبق وأن لامستها من قبل في السوق السوداء. الأمر نفسه بالنسبة لسعر الذهب المستورد الذي بلغ سقف 14 ألف دينار جزائري للغرام الواحد فاقت أسعار الذهب بمحلات بيع المجوهرات في عنابة جميع التطلّعات وتجاوزت جميع المستويات التي بلغتها في أوقات سابقة خاصة منها الذهب المستورد الذي بلغ حدّ 14000 دج جزائري للغرام الواحد وتراوح سعره في السوق السوداء ما بين 12000 و13000 ألف دينار جزائري، في حين بلغ سعر الذهب المحلّي سقف 9500 دج جزائري في السوق السوداء وفاق عتبة 11 ألف دينار جزائري داخل محلات بيع المجوهرات في عنابة خلال الآونة الأخيرة، يأتي هذا في وقت قلّ فيه الإقبال بشكل كبير على محلات بيع المجوهرات المتواجدة في مناطق مختلفة بعنابة نتيجة ارتفاع ثمنه وسبّب حالة نفور على اقتناء مادّة الذهب التي تواصل ارتفاعها إلى أقصى المستويات رغم ركود عمليات البيع والشراء داخل أغلب المحلات المعنيّة، وفي سياق متصّل فقد شهدت أسعار الذهب مؤخّرا سواء بمحلات بيع المجوهرات أو بالسوق السوداء في عنابة قفزة نوعيّة وزيادة غير مسبوقة لثمن هذه المادّة التي تراوح سعر الغرام الواحد منها ما بين 12 ألف و14 ألف دينار جزائري بالنسبة للذهب المستورد ذو النوعية الحسنة، في  حين تراوح سعر الغرام الواحد من الذهب المحلّي ما بين 9500 دج و 12 ألف دينار داخل محلات بيع المجوهرات المتواجدة على مستوى وسط مدينة عنابة، وهو ما يوضّح زيادة نسبيّة مسّت الأسعار التي ارتفعت على الرغم نقص إقبال المواطنين على اقتناء المجوهرات حسب ما لفت "آخر ساعة" خلال جولتها الميدانية التي قادتها إلى عدد من محلات بيع المجوهرات، تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ أسعار الذهب قد بلغت منذ أشهر قليلة ثمن 8000 دج و12000 دج بالنسبة للنوعين المحلّي والمستورد، وهو ما يعكس حجم الزيادة مقارنة بالأسعار الحاليّة المذكورة سالفا أين بلغت ضعف السعر المتداول قبل سنوات قليلة منصرمة، وعلى الرّغم من قلّة الطلب على هاته المادّة مقارنة بأعوام سابقة، غير أنّ الواقع عكس جلّ التوقّعات من خلال تسجيل زيادات في الأثمان رغم نقص الإقبال على اقتناء المجوهرات، وهو ما رصدته "آخر ساعة" خلال جولة ميدانية قادتها إلى محلات بيع المجوهرات بالإضافة إلى السوق السوداء لبيع وشراء الذهب المستعمل بحي ابن خلدون المعروف بحي "لاري قومبيطا" اين إلتقينا مجموعة من التجار الذين أوضحوا لنا أنّ سعر الذهب المستعمل قد ارتفع خلال الأيام الأخيرة لأسباب مجهولة تزامنت والنقص الرهيب في إقبال المواطنين على شراء المجوهرات وهو ما  كان من المفروض أن يحطّم الأسعار ويسقطها أرضا نظرا لقلّة الطلب عليه والذي يقابله وفرة في مادّة الذهب ومختلف أنواع المجوهرات.

وليد سبتي