مجلس قضاء عنابة يؤجّل الفصل في قضيّة سرقة مركبات من نوع "بارتنار"
أجّلت نهاية الأسبوع المنصرم هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة الفصل في واحدة من أبرز قضايا سرقة المركبات من طرف جماعة إجراميّة محترفة نفّذت عدّة عمليّات في مناطق مختلفة وكانت القضيّة مبرمجة للفصل فيها من طرف العدالة قبل أن تقرّر هيئة المحكمة تأجيل النظر فيها إلى غاية الشهر المقبل بطلب من دفاع المتّهمين ""ب.ع"، "ر.س" و"ن.ص"، علما وأنّّ حيثيات القضيّة تعود إلى يوم 15 فيفري من سنة 2021، عندما تقدم أمام مصالح الأمن المسمى "ب. ر" المقيم بحي الشابيّة التابع لبلديّة البوني من أجل تقديم شكوى مفادها تعرض مركبته من نوع بيجو "بارتنار" للسرقة، مصرحا أن المركبة محل الشكوى تعرضت للسرقة بموقف غير محروس على مستوى حي الريم، مضيفا أنّه قام بركنها كالمعتاد بنفس الموقف وفي اليوم الموالي لم يعثر عليها بمكان ركنها أين وجد زجاج محطم فتأكد أن الفاعلين استولوا عليها بعد تحطيم زجاجها خاصة أن مفاتيحها كانت ما تزال بحوزته، هذا وقد فتحت مصالح الأمن حينها تحقيقات معمّقة مع تحرير نشرية بحث مركزية متضمنة جميع المواصفات التقنية للمركبة أين وردت لدى المصالح المختصّة معلومات تفيد أن أحد المشتبه فيهم تم توقيفه على مستوى مصالح الأمن الحضري الخارجي بالشط التابع لأمن ولاية الطارف، وتعلق الأمر بالمسمى "ن.ع" المقيم بحي شبيطة مختار موضحا أن المركبة محل التحقيق الحالي قام بسرقتها المدعوين "ب.ع"، "ب.خ" و "ن.ص" المقيم بحجر الديس، موضحا أن المسمى "ب.ع" يحوز على جهاز يستعمله في الاستيلاء على مثل هاته المركبات خصوصا المركبات الحاملة نوع "بيجو بارتنار"، "سيتروان" و"برلينغو"، وبعد سرقتها يقوم بتزوير مواصفاتها التقنية بالاستعانة بشخص آخر ينحدر من عين مليلة، وبناء على هاته المعطيات تم التحري حول هوية المشتبه فيهم أين تم التوصل إلى هوية كل من "ب.ع" ، "ن.ص" "ر.س"، وفي سياق ذي صلة فقد تبيّن أنّ المشتبه فيهم نفّذوا سلسلة من عمليّات السرقة في مناطق مختلفة تابعة لبلديّات عنابة، حيث تمّ إلقاء القبض عليهم واحدا تلو الآخر مع متابعتهم بالتهمة المنسوبة إليهم فيما يخصّ هاته القضيّة والمتمثّلة في ارتكاب جناية السرقة بتوفّر ظرفي اللّيل والتعدّد، ومن جهة ثانية فقد سبق لهؤلاء وأن تورّطوا في قضيّة سرقة أخرى تعود حيثياتها إلى يوم 13 جانفي من السنة المنصرمة، حين تقدّم المسمّى "ب.س.ع" إلى مصالح الفرقة الجنائية التابعة لأمن ولاية عنابة من أجل التبليغ عن سرقة إستهدفت مركبته الحاملة نوع "بيجو بارتنار" ذات اللّون الرمادي، حيث أوضح أنّه ركنها في الحيّ أمام مدخل العمارة التي يقطن فيها بحدود الساعة السادسة مساءا، قبل أن يكتشف اختفاءها وتعرّضها للسّرقة، وفي سياق متّصل فقد أوضح الضحيّة أثناء الإستماع إلى أقواله أنّه يحوز على مفتاح واحد لتشغيل السيارة، بينما بقي المفتاح الثاني بحوزة الشخص الذي باعه المركبة وهو صديق له يقيم بولاية باتنة، مشيرا أنّه الوحيد الذي يقود هاته السيارة من بين أفراد أسرته ولا يعيرها لأيّ كان وهي غير مزوّدة بجهاز التحكّم، وعرض الضحيّة على مصالح الضبطيّة القضائيّة قرصا مضغوطا يتضمّن مقطع فيديو لكاميرا مراقبة مثبّتة أمام مسكنه العائلي، ويبيّن الفيديو عمليّة السرقة التي تمّت صبيحة الواقعة من قبل شخصين كانا يرتديان قناعا أسود اللّون لعدم كشف هويّتهما، ومن خلال التسجيل تبين أن الفاعلين قاما بسرقة السيارة عن طريق كسر الزجاج الصغير مثلّث الشكل للباب الأمامي بآداة صلبة مع فتحهما غطاء المحرك وتغيير جهاز ذاكرة السيارة بجهاز آخر كان بحوزتهما قبل أن ينجحا في تشغيل المحرّك سرقة المركبة، وأشار الضحيّة أنّه تعرّف فيما بعد على بعض الفاعلين ويتعلق الأمر بالمسمى "م.ف"، "ب.ع"، "خ.م.ك"، "ح.ر" و"ب.ف" إضافة إلى المسمى "ن.ص" و"ب.ع" موضّحا أنّه تحصّل على هاته المعلومات من طرف بعض معارفه، ووجّه شكوكه لعمّال محطة غسل السيارات الكائنة في حيّه باعتباره قام بغسل سيارته هناك قبل أيّام قليلة من حادثة السرقة ومنح مفتاح مركبته لأحد العمّال، تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ التحقيقات الأمنيّة أفادت بشأن هذه القضية باشتباه المسمى "ب.ع" في عدّة عمليات سرقة استهدفت عدّة سيارات من أنواع مختلفة، حيث تم سماع المسمّى "ن.ع" الذي تم توقيفه في قضية سرقة السيارات بالشط ولاية الطارف وأكّد أن كل من "ب.ع" وشركائه المدعوين "ف" و"ب.خ.د" هم من يقفون وراء سرقة السيارات التي شهدتها ولاية عنابة آنذاك وهذا بتصريح منه شخصيا إضافة إلى خبرة "ب.ع" في كيفية تشغيلها في وقت وجيز باستعمال جهاز يسمى "calculateur" وأداة حادة من المعدن، أين يقوم بتحويلها إلى مدينة عين مليلة والتصرّف فيها بالبيع بعد تزوير وثائقها وأنه على معرفة بالمسمى "ب.ع" ويتنقل رفقة شركائه على متن عدة سيارات، كما تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ مصالح أمن ولاية قسنطينة أطاحت بالمسمى "ب.ع" يوم 31 مارس من السنة الماضية بسبب ارتكابه لفعل سرقة سيارة أخرى، حيث أطاحت به متلّبسا بفعلته أين تم إيداعه الحبس بـ"الكدية" وعند سماعه نفى الأفعال المنسوبة إليه ومعرفته لهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بسرقة المركبات، كما يجدر الذكر من ناحية ثانية أنّ هذا الأخير تورّط كذلك في سرقة مركبة أخرى من حي خليج المرجان، وأخرى وسط مدينة عنابة وغيرها من السيارات التي كانت في حالة توقّف نظرا لخبرته رفقة عناصر المجموعة الإجراميّة في تشغيل محرّكات السيارات دون الحاجة إلى مفاتيح التشغيل، في انتظار امتثال هؤلاء أمام هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة الشهر المقبل من أجل الفصل في قضيّتهم بعد تأجيل النظر فيها نهاية الأسبوع المنصرم.
وليد س.
What's Your Reaction?

