12 شهرا سجنا نافذا ضدّ رجل سرق كوابل نحاسيّة من مركّب الحجّار
أدانت هيئة محكمة الجنح بالحجّار رجلا حاول سرقة حوالي 50 كغ من الكوابل النحاسيّة والخردوات الحديديّة من داخل مركّب الحجّار قبل أن يتفطّن له أعوان الحراسة وأرجع المتّهم السبب في اقترافه فعلته إلى وضعيّته الإجتماعيّة الصعلة التي يعيشها، موضّحا أنّه لم يجد سبيلا لإعالة أفراد أسرته كما لم يعثر على مخرجا يمكّنه من إقتناء الأدوية الضروريّة لزوجته التي تعاني من إعاقة جسديّة، حيث إعترف الأخير بالتّهمة المنسوبة إليه وطلب من هيئة المحكمة الصفح عنه والنّطر إليه بوجه الرّأفة مشيرا أنّه استولى على خردوات لا تزيد قيمتها عن 5 ملايين سنتيم لا أكثر، تجدر الإشارة أنّ هيئة محكمة الجنح الإبتدائيّة وبعد تدقيقها الفصل في ملفّ القضيّة وإجرائها جلسة المداولات سلّطت ضدّه عقوبة سنة سجنا نافذا وغراة مالية قدرها خمسون ألف دينار جزائري، كما منح دفاع المتّهم لقاضي الجلسة شهادات طبيّة تثبت مرض زوجة المتّهم وإعاقتها، ناهيك عن مرض أحد أبنائه الثلاثة، كما تطرّق الدّفاع لوضعيّة المتّهم الصعبة باعتباره يقطن بحي فوضوي ولا يمتلك مصدر رزق دائم لإعالة أسرته كونه يعمل ميكانيكيّا بإحدى الشركات الخاصّة ولم يتمكّن من توفير الإحتياجات اليوميّة لأفراد عائلته، ومن جهة ثانية تعود حيثيات القضيّة إلى منتصف الشهر الجاري حين تمّ توقيف المتّهم "ب.ف" البالغ من العمر 46 سنة متلبّسا بارتكاب فعلته من طرف أعوان الحراسة داخل مركّب سيدار الحجّار، قبل الإتّصال بمصالح الدّرك الوطني التي تحرّكت على جناح السرعة وألقت القبض على المشتبه فيه مع إتّخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة في حقّه المتمثّلة في إنداء ملفّ قضائي له امتثل على إثره أمام وكيل الجمهوريّة وقاضي التحقيق لدى محكمة الحجّار من أجل استجوابه وتقديمه للمثول أمام العدالة ضمن إجراءات المثول الفوري للمتّهمين مع متابعته بتهمة سرقة عتاد وأملاك مملوكة لمؤسّسة عموميّة، علما وأنّ عمليّة توقيف المسمى "ب.ف" جاءت من طرف مصالح الدّرك التي نجحت في حجز المسروقات مع استرجاعها من غير وجود نقص فيها، حيث باغتت عناصر الدرك الوطني المشتبه فيه بعد توقيفه من طرف أعوان الحراسة حين كان بصدد نقل الكوابل النحاسيّة والخردوات الحديديّة بغرض بيعها والإستفادة من أرباح عائدات البيع، كما نجحت مصالح الدّرك في حجز الخردوات الحديديّة البالغ وزنها 35 كيلوغراما بالإضافة إلى 15 كيلوغراما من الكوابل النحاسيّة، كما استجوبت المصالح المختصّة المشتبه فيه الذي تطابقت أقواله خلال التحقيقات الأمنيّة ومقارنة بتصريحاته أمام المصالح القضائيّة أثناء توقيفه وأثناء تقديمه أمام وكيل الجمهوريّة وقاضي التحقيق وأثناء امتثاله أمام هيئة محكمة الجنح لدى محكمة الحجّار، تجدر الإشارة أنّ المتّهم "ب.ف" كان على متن مركبة نفعيّة من نوع "تويوتا هيليكس" تابعة للشركة الخاصّة التي يعمل فيها، موضّحا أنّه استولى على تلك المسروقات من داخل مركّب الحجّار خلال مهمّة موكّلة إليه، وأرجع السبب في ذلك إلى عدم تمكّنه من إعالة أفراد عائلته مضيفا أنّه تنقّل إلى المنطقة المذكورة آنفا وشرع في حمل الكوابل النحاسيّة والحديد قبل توقيفه، وتطرّق إلى حيثيات القضيّة موضّحا أنّ زوجته تعرّضت لحادث ممّا جعلها طريحة الفراش وتعاني من إعاقة جسديّة، وأضاف أنّه لم يعد باستطاعته تحمّل مصاريف الدواء والأكل وغيرها من المستلزمات التي تعتبر زوجته بحاجّة ماسّة لها، ممّا جعله يفكّر في بيع تلك المسروقات قبل أن يتمّ ضبطه من طرف أعوان الحراسة وتقديمه إلى مصالح الدرك الوطني، كما يجدر الذكر من ناحية ثانية أنّ المتّهم بكى بحرقة وعبّر عن ندمه الشديد أثناء امتثاله أمام هيئة المحكمة وكشف أنّه يعاني من ظروف إجتماعية جدّ مزرية جعلته يقوم بفعلته، كما يجدر الذكر أنّ دفاع المتّهم طالب بإسعاف موكّله بأقصى ظروف التخفيف، علما وأنّ ممثّل الحقّ العام لدى محكمة الجنح إلتمس ضدّه الأسبوع الفارط عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا ضدّه بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 500 ألف دينار جزائري.
وليد س
What's Your Reaction?






