انقلاب قارب للهجرة غير الشرعية بشاطئ كاف فاطمة بسكيكدة وانطلاق عمليات البحث عن المفقودين  

شهد شاطئ كاف فاطمة ببن عزوز التابع لولاية سكيكدة في الساعات الأولى من نهار أمس الاول، حادثة مأساوية تمثلت في انقلاب قارب للهجرة غير الشرعية كان على متنه نحو 25 شابًا حاولوا الإبحار خلسة نحو الضفة الشمالية للمتوسط.  وحسب مصادر محلية، فإن القارب المنكوب انقلب على بعد مسافة قصيرة من الشاطئ بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج، ما أدى إلى غرق عدد من المهاجرين السريين وفقدان آخرين.  فور تلقي البلاغ، تدخلت مصالح الحماية المدنية مدعومة بعناصر حراس السواحل والدرك الوطني، حيث تم تسخير فرق الغطاسين وزوارق البحث للقيام بعمليات تمشيط واسعة النطاق في عرض البحر وعلى طول الشريط الساحلي للمنطقة، في محاولة للعثور على الناجين والمفقودين.  من جهتهم، تجمع أهالي المفقودين بالقرب من الشاطئ في مشاهد مؤثرة، وسط حالة من الحزن والقلق على مصير أبنائهم الذين غامروا بحياتهم في رحلة غير مضمونة نحو “الفردوس الأوروبي”.  يُذكر أن هذا الحادث يُعيد إلى الأذهان العديد من المآسي المشابهة التي شهدتها السواحل الشرقية للبلاد خلال الأشهر الأخيرة، حيث تتزايد محاولات الهجرة غير الشرعية رغم حملات التحسيس والمراقبة الأمنية المشددة.  وقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقًا معمقًا لتحديد هوية ركاب القارب، وكذا الوقوف على الشبكات التي تقف وراء تنظيم مثل هذه الرحلات الخطيرة، التي كثيرًا ما تنتهي بمآسٍ تهزّ الرأي العام المحلي والوطني.  تو تُعدّ هذه الحادثة المؤلمة حلقة جديدة في مسلسل الهجرة غير الشرعية الذي بات يستنزف طاقات الشباب الجزائري، حيث تدفع البطالة وضيق الأفق وغياب فرص العمل بالكثيرين إلى ركوب قوارب الموت في مغامرة محفوفة بالمخاطر، بحثًا عن حياة أفضل وراء البحر.  ويرى العديد من المتتبعين أن تكرار مثل هذه المآسي يستدعي مقاربة شاملة تتجاوز الحل الأمني، من خلال توفير مناصب شغل حقيقية، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الداخلية والساحلية على حدّ سواء، إضافة إلى تكثيف الحملات التوعوية حول مخاطر “الحرقة” والنتائج المأساوية التي تخلفها على العائلات والمجتمع.  

حياة بودينار